الجري الطويل هي من الرياضات التي تعتمد على اللياقة وقدرة التحمل، فهي كما يدل اسمها يحتاج الرياضي للجري لمسافات طويلة، وبالنسبة لتحديد المسافات ضمن رياضة الجري الطويل، فإنها تبدأ من مسافة 3000 متر بحسب المسابقات الأولمبية، وقد تصل هذه المسافات إلى 42,195 مترًا وهو ما يمثله الماراثون، وبين ذلك قد تتواجد مسابقات بمسافات 10 و20 و30 كيلومترًا.[١]


وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه المسابقات الرياضية قد يتم تنظيمها خارج إطار الألعاب الأولمبية، بحيث تنظم على المستوى الشعبي بحيث يشارك فيها المحترفون والهواة على حد سواء، وفي الغالب تنظم هذه المسابقات لجمع التبرعات ودعم قضايا مجتمعية وعالمية.[١]


تاريخ رياضة الجري الطويل

تعود رياضة الجري السريع إلى أوائل وجود الإنسان على الأرض، ولكنها لم تكن تعرف في ذلك الوقت على أنها رياضة، بل كانت حاجة حتى يتمكن الإنسان من البقاء على قيد الحياة، وكان شكل هذه الرياضة في البداية عبارة عن ملاحقة الطرائد خلال الصيد في المجتمعات التي تعتمد على الصيد كمصدر للغذاء.[٢][٣]


أما بعد تطور الحضارة الإنسانية نسبيًا واعتمادها على استئناس الحيوانات وتربيتها وقلة اعتمادها على الصيد، ظهرت حاجة جديدة، وهي إيصال المعلومات والرسائل بين القرى والمدن المتباعدة، وفي بداية الأمر كان البشر يعتمدون على الجري والسير للتنقل قبل ترويض الحيوانات للركوب عليها.[٢][٣]


وقد بدأت رياضة الجري الطويل كرياضة فعلية في الحضارة اليونانية، والتي تعد هذه الحضارة من أولى الحضارات التي نظمت الرياضات، والتي أخذت عنها ما يعرف في الوقت الحاضر بالألعاب الأولمبية، وقد أدرجت مسابقة الماراثون ضمن الألعاب الأولمبية القديمة كتخليد لذكرى جري أحد الجنود اليونان مسافة تقارب 42 كيلومتراً لإيصال خبر انتصار الجيش اليوناني على الفرس.[٢][٣]


فوائد رياضة الجري الطويل

يعتمد الجري الطويل على انقباض العضلات بوتيرة بطيئة نسبيًا واستهلاك الأكسجين بالجسم بكفاءة عالية، مما يعود على الجسم بالعديد من الفوائد أبرزها ما يلي:[٤]

  • زيادة قدرة التحمل، إذ إن هذا النوع من الرياضة يساعد العضلات على زيادة قدرتها التخزينية من الطاقة، بالإضافة إلى زيادة كفاءتها باستهلاك الأكسجين.
  • زيادة القدرات الذهنية، وهذا يعود لعدة أسباب أولها تحسين الوظائف الحيوية لأعضاء الجسم، مما يعني وصول كميات أكبر من الأكسجين والغذاء للدماغ، بالإضافة إلى أن رياضة الجري الطويل تحتاج من الرياضي تركيزًا للحفاظ على لياقته وطاقته وتفادي الإصابات، مما يزيد من القدرة على التركيز.
  • الوقاية من الأمراض المزمنة، وذلك من خلال تحسين وظائف الأعضاء الحيوية في الجسم ولا سيما القلب الذي يؤمن الغذاء والأكسجين لكافة أجزاء الجسم من أجل التعافي.


معلومات إضافية عن الجري الطويل

فيما يلي أهم المعلومات حول الجري الطويل:[٤]

  • التمرين: حتى يتمرن الرياضي على الجري الطويل لا بد له بالتدرج في قطع المسافات والمدد الزمنية التي يجري خلالها، وكذلك لا بد له من ممارسة جري الاستشفاء، والذي يتمثل بجري مسافات قصير في يوم الراحة، حتى لا تتعرض العضلات لتشنجات.
  • الغذاء: يحتاج الرياضي الذي يمارس الجري الطويل إلى نظام غذائي خاص، حتى يزوده بالطاقة لأطول فترة ممكنة، وكذلك عليه تجنب بعض أنواع الأطعمة والمشروبات التي تؤدي إلى زيادة الإجهاد، ولعل أهم ما يحتاجه رياضي الجري الطويل هو الترطيب المستمر خلال الجري.
  • الأدوات: قد لا يحتاج المرء إلى أدوات معقدة من أجل ممارسة الجري الطويل، إلا أنه يحتاج إلا اختيار أدوات مناسبة والتي تتمثل في الأحذية الرياضية المريحة، والملابس المرنة التي تمتص العرق.


المراجع

  1. ^ أ ب "long-distance running", britannica, Retrieved 26/11/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت "The History Of Running: A Brief Introduction", rockay, Retrieved 26/11/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت Marathon as we know,run from 776BC to 261AD. "Association of International Marathons and Distance Races", aims-worldrunning, Retrieved 26/11/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "Short distance vs. long distance running: Which is right for you?", redbull, Retrieved 26/11/2023. Edited.