ظهور رياضة الجري السريع

يعود تاريخ رياضة الجري السريع إلى أول ظهور لأي من أشكال التنافس الرياضي بين البشر على الإطلاق، وتدرجت عبر الزمن لتصبح جزءاً لا يتجزأ من المنافسات الرياضية الرسمية، حيث احتلت مكانة مهمة بين الرياضات المُدرجة ضمن الفعاليات الأولمبية القديمة (ضمن فترة اليونان القديمة/ الإغريق) واستمرت بالظهور في الحقبة الحديثة للألعاب الأولمبية التي عادت عجلتها للدوران في أواخر القرن التاسع عشر (1896)، وكان من أوائل الرياضيين تحقيقاً للألقاب بهذا النوع من السباقات هو الأمريكي (أرشي هان) عندما فاز بكلٍ من سباق الـ (100، 200) متر عام 1904.[١]


تاريخ رياضة الجري السريع

في الشرح التالي سنقوم بتفصيل تاريخ رياضة الجري السريع إلى (التاريخ القديم، التاريخ الحديث) وعلى النحو التالي:


التاريخ القديم لرياضة الجري السريع

بالعودة في الشريط الزمني لتاريخ الألعاب الأولمبية سنجد أن أول خطوة في مضمار هذا الحدث الرياضي كانت في عام 776 قبل الميلاد، وكانت مدة الحدث لا تتجاوز يوماً واحداً، حتى إنها كانت تأخذ شكل الطقوس الدينية بأن ينفذ الرياضيون الألعاب كنوع من التضحيات ومن أجل التقرب للآلهة التي كانوا يعبدونها في ذلك الزمن (آلهة الإغريق)، وللدقة أكثر فإن الحدث الرياضي الأوحد الذي كانت تتم ممارسته هو الجري السريع متمثلاً بالعدو ضمن مضمار محدد المسافة (192 متراً) والفائز هو من يقطعه من بدايته حتى النهاية بأسرع ما يمكن، وكان يُطلَق على الساحة التي تضم ذلك المضمار بالاستاد،[٢] وبالتالي فإن مصطلح (ستاد) ظهر من حقبة زمنية بعيدة للدلالة على موقع ممارسة الأنشطة الرياضية الأولمبية المتعلقة بالركض خلال الفترة الزمنية (776 - 724) قبل الميلاد عندما كان العداؤون آنذاك يركضون بأقدام عارية على أرضية جرداء.[٣]


التاريخ الحديث لرياضة الجري السريع

بعد انقطاع طويل دام لمئات من الأعوام تم استئناف نشاطات الألعاب الأولمبية وتحديداً في أواخر القرن التاسع عشر (1896)، وهي الحقبة التي تعتبر بمثابة الحقبة المعاصرة للأولمبياد، فقد تم فيها إدراج رياضة الجري السريع وكانت مقسمةً إلى نوعين من السباقات السريعة (100 متر، 400 متر)، وبعد تلك الدورة الأولمبية بأربع سنوات (1900) تم اعتماد سباق الـ (200 متر) ليتم بعد ذلك بثلاث دورات (12 سنة - 1912) تقسيم العدائين إلى فِرَق يتكون كلٌ منها من أربعة عدائين، وبقيت التعديلات والإضافات تتوالى على مسابقة الجري السريع حتى وصلت لإدراج العنصر النسائي في المضمار عام 1928.


أصبحت سباقات هذه الرياضة مختلفة عما كانت عليه سابقاً حيث تم الاستغناء عن الحبال التي كانت تفصل بين مسارات العدائين المتنافسين، وأصبح الرياضي ينطلق في بداية السباق من منطقة مرتفعة بعض الشيء لتساعده على اكتساب انطلاقة سريعة علاوةً على استخدام البوابات التي تفتح أمام العداء عند صافرة الانطلاق، لكن تم الاستعاضة عن ذلك كله عام (1948) بحواجز أرضية (طوب) مثبتة على الأرض ليرتكز عليها الرياضي عند الانطلاق وتعطيه دفعة إلى الأمام، وفي عام (1956) تم إحداث بعض التطويرات على أرضية المضمار نفسه عندما أصبحت تُصنَع من المطاط الصناعي، والملابس الخاصة بالعدائين أصبحت أكثر خفة ولا تشكّل أي عائق على مستخدمها؛ مما أدى إلى تطوّر أداء الرياضيين.[٢]


المراجع

  1. "illustrated-history-of-sprints-and-relays", liveabout, Retrieved 11/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "the-history-of-olympic-sprinting", howtoadult, Retrieved 11/8/2021. Edited.
  3. "a-history-of-sprinting-at-the-olympics", theculturetrip, Retrieved 12/8/2021. Edited.