الوثب الطويل

بدأت ممارسة رياضة الوثب الطويل في الألعاب الأولمبية قبل قرونٍ عديدة، ولكنَّها ضُمّت رسميًّا إلى الألعاب الحديثة منذ عام 1896م، وعمومًا، يمكن تعريف رياضة الوثب الطويل على أنها نوع من ألعاب القوى المميّزة، والمتمثّلة بالقفز أفقيًّا لمسافة معيّنة بعد الجري في الميدان، ولممارسة هذه الرياضة لا بدّ من توفّر لوح للإقلاع، وميدان للجري لا يقل طوله عن 40 متراً، بالإضافة إلى منطقة للهبوط مملوءة بالرمل؛ عرضها لا يقل عن 2.75 متر ولا يزيد عن 3 أمتار، ويُشار إلى أنَّ الوثب الطويل يعتمد في أدائه تقنيات معينة، سنتطرق إليها بالتفصيل في محاور المقال.[١] 


تقنيات أداء الوثب الطويل

تعتمد مسافة القفز المقطوعة في الوثب الطويل على سرعة الركض وكفاءته قبل الاندفاع والقفز عن اللوح، فلا تتأثر طول مسافة الوثب بتقنية القفز أو كيفية الهبوط، ومع ذلك، يتبع الوثب الطويل تقنيات محدّدة في خطواته، بدءًا بالركض في الميدان، ومن ثمّ الإقلاع على اللوح والقفز في الهواء، وانتهاءً بالهبوط على الأرض،[٢] وذلك موضَّح في الآتي:


تقنية الانطلاق والجري

قبل كل شيء، لا بدّ من تحديد القدم المتمكّنة التي ستبدأ بالقفز عن اللوح، وبعد ذلك يؤخذ بالاعتبار عدد الخطوات التي ستُقطع في الركض والتمرُّن عليها، إلى جانب وضع علامة واضحة لنقطة البداية، سواءً باستخدام المخاريط، أو الأعلام الصغيرة، أو الصخور الملونة، أو الأشرطة الملونة، أمَّا طريقة الانطلاق والجري فهي تنطوي على مجموعة من الخطوات إلى جانب وجود تدريبات تساهم في تحسين الأداء،[٣] ويكون ذلك كما في الآتي:

  • تقنية الانطلاق والجري: والتي تقوم على مجموعة من الأمور، منها:[٣]
  • التأكد من التواجد في منتصف المسار، والبدء بوضع القدم التي ستستخدم للقفز في الجزء الأمامي، والانحناء للأمام قليلًا.
  • التسارع التدريجيّ أثناء الركض.
  • الحفاظ على البقاء في وضع استقامة بعد بضع خطوات من الركض، كما يجب الحرص على بقاء الرأس والعينين مستوية للأمام بدلًا من النظر إلى الأسفل.
  • التأكد من وجود القدم مسطّحة على الأرض، مع خفض الوركين، وثني الركبة، إلى جانب شد الكاحل، فبذلك يُمكن خفض مركز الجاذبية في الجسم.
  • جعل الخطوة الأخير قصيرة للحفاظ على السرعة.
  • تحسين الانطلاق والجري: ويكون ذلك بممارسة تدريبات التسارع والسرعة القصوى لتعزيز القوة والتقنية المتبعة في الوثب الطويل، فلا بدّ من الوصول إلى السرعة القصوى بعد حوالي 4-6 خطوات، ومن تدريبات التسريع والسرعة القصوى:[٤]
  • تدريبات الحائط؛ فيكون البدء بوضع اليدين على الجدار مع انحناء الجذع بدرجة 45 بالنسبة لمستوى الكاحل، ورفع إحدى الركبتين، وهنا لا بدّ من الحفاظ على الوضعية التي يكون فيها الرأس في استقامة واحدة مع الأكتاف، والورك، والركب، والأقدام، وبعد ذلك يبدأ الرياضي باتخاذ 3-5 خطوات في مكانه، مع الحفاظ على استمرار محاذاة الرأس مع الركبة والقدم في مستوى مستقيم.
  • تدريبات السرعة القصوى؛ إذْ يُمكن التدرب على سرعة الركض بالانخراط في أنواع من التدريبات؛ كالجري، والسباقات السريعة بمختلف شِدتها ومسافاتها، والجري على المرتفعات، وغيرها من التمارين الأخرى ذات الفعالية، ويعدّ الحفاظ على وضعية الجذع والحوض حتى نهاية الركض المفتاح الأساسي لتعزيز سرعة الجري.


الوثب والحركة في الهواء

لاتباع تقنية الوثب والحركة في الهواء يمكن قراءة التعليمات الموضحة في الآتي:


  • تقنية الوثب أو الارتقاء: هي المرحلة التي يبدأ فيها الرياضي بتوليد قوة دفع للقفز عن اللوح بينما يستمر في الحفاظ على توازنه وتحكّمه، وتواجد القدمين مسطحة على الأرض عند القفز والحفاظ على وضعية الجسم معتدلة، واستقامة الجذع، وتحريك الوركين للأمام وللأعلى لتحقيق أقصى مسافة، وفي هذا السياق يوجد عِدة أنماط للانطلاق والوثب، نذكر منها:[٥]
  • نمط الركل؛ وفيها يحرك الرياضيّ الساقين بحركة دائرية قبل توجيه الدفعة الكاملة إلى اللوح.
  • الذراع المزدوجة؛ وهي التقنية التي يتم فيها تحريك الذراعين عاموديًّا أثناء الإقلاع، وينتج عن ذلك ارتفاع شديد للورك.
  • الركض أو العدو؛ وهو النمط الأكثر انتشارًا من قبل طاقم التدريب.
  • تقنية الحركة في الهواء: بعد الإقلاع والقفز، يميل الرياضي إلى الجزء الأمامي بحركة دائرية، وعدم تدارك هذه الحركة قد يؤدي إلى اصطدام القدمين بالرمل مبكرًا والوصول بالقفزة إلى مسافة قصيرة، وهنا تساعد الحركة الدورانية للساقين والذراعين على تصحيح الميل نحو الأمام،[٦] وعمومًا، يوجد طرق مختلفة لتحسين الحركة في الهواء أثناء القفز، منها:[٢]
  • تقنية الخطوة؛ وهي شبيه بالخطوة الواسعة، وفيها تبقى الساق التي بدأت بالقفز في الجزء الخلفي، أمَّا الساق الأخرى فهي موجهة نحو الأمام، بينما يتم تحريك الذراعين بحركة دورانية للأمام والخلف.
  • طريقة التعلق، إذْ تُركل الساق التي لم تبدأ بالإقلاع للأمام بعد الاندفاع والقفز عن اللوح، وبعد ذلك يُسمح للساق تعليقها عاموديًّا، بينما تتحرك الساق الأخرى للأمام بنفس الوضعية، وتُشد الذراعين فوق الرأس لمنع الاندفاع للجانب الأمامي، وأثناء الهبوط، تتأرجح الرجلين إلى الأمام ولأعلى معًا بينما تكون تتحرك الذراعان إلى الأسفل وإلى الخلف تمهيداً للهبوط.
  • طيران العقبة، فيكون فيها الاندفاع طبيعيًّا كما في طريقة طيران الخطوة في الهواء، مع إنزال للساق للأسفل ومن ثم رفعها للأعلى مرة أخرى، بينما تُرفَع الساق التي بدأت بالقفز وتركل للأمام مع بقاء ركبتها مثنية.


الهبوط على الرمل

يجب أنْ يتلامس الكعبين مع الأرض قبل انتهاء القفزة المتوقّع للتأكد من عدم السقوط في الرمل، وبينما تكون القدمان متلامسة مع الرمل، يجب الضغط بالكعبين للأسفل، وشدّ عضلات الركبة لرفع الوركين، ومن ثم ثنيهما إلى أحد الجانبين للسماح لقوة الدفع الأمامية بحمل الجسم بعد موضع الهبوط.[٦]


المراجع

  1. "Long jump", britannica, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Illustrated Step-by-Step Long Jump Technique", liveabout, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "How to Long Jump", wikihow, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  4. "Long Jump Technique And Training", everythingtrackandfield, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  5. "Long Jump technique", greatestsportingnation, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Long Jump", brianmac, Retrieved 31/7/2021. Edited.