تتعدد أنواع الرياضات المائية التي يُستخدَم فيها القارب كوسيلة أساسية في تلك الرياضات التنافسية والمحفوفة بنوع من المخاطرة التي تُلعَب سواءً بشكل فردي أو جماعي (فريق) بحيث يتعين على كل لاعب ارتداء سترة النجاة، ومن بين تلك الرياضات المائية التي يتم فيها استخدام القارب ما يُعرَف باسم (التجديف بالقوارب Canoeing) حيث يكون القارب صغيراً ومزوَّد ببدالات الأرجل لدفع القارب خلال سيره في الأنهار والبحيرات، ويوجد أيضاً ما يُعرف بالصيد بالصنارة (Fishing/Angling) والتجديف بقوارب الكاياك (Kayaking) ورياضة القوارب السريعة (Powerboating) ورياضة الإبحار (Sailing) ورياضة التزلج على الماء (Water Skiing) وركوب الأمواج باستخدام الطائرة الشراعية وأخيراً اليخوت السريعة.[١]


أنواع نشاطات التجديف

من خلال التوضيح التالي سنقوم بشرح تفاصيل الرياضات المائية التي تعتمد على مجهود التجديف:


رياضة تجديف القوارب (Canoeing)

يهدف هذا النوع من الرياضات المائية إلى خلق نوع من أجواء التنافس والترفيه في آنٍ واحد من خلال استخدام واحد من أنواع قوارب التجديف المسماة بالـ (canoe) ذات الحجم الصغير والضيقة وتتسم بخفة الوزن، وتنتشر هذه الرياضة بشكل واسع في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لأهداف عديدة (الترحال، الاستجمام، التخييم في المناطق البرية، التنافس الرياضي)، وتكمن المخاطر في هذه الرياضة عندما يتعلق الأمر بالسرعة في المياه الجارية بشكل سريع والوصول للمنعطفات الحادة، أما عن نشأة هذه الرياضة فهي تعود لستينيات القرن التاسع عشر عندما ابتكرها الأسكتلندي (جون ماكجريجور) لغاية ترفيهية رياضية ولكن تصميم القارب آنذاك كان مختلفاً عما يبدو عليه في الوقت المعاصر حيث كانت سارية مثبتة به لأغراض مساعدة القارب بالتحرك والدفع به بواسطة طاقة الرياح، وقد استخدمها الاسكتلندي للترحال من أوروبا متجهاً صوب الشرق الأوسط (آسيا).[٢]


رياضة تجديف قوارب الكاياك (Kayaking)

هذا النوع من قوارب التجديف يعتبر ممتعاً لمحبي هذا النوع من الرياضات المائية لا سيما وأن القارب يتسم بصغر الحجم ومزوَّد بمجاديف مزدوجة الأضلاع مما يسهل على سائق القارب من إتقان حركات المناورة خلال الممرات المائية، وتقدر الدراسات أن الكاياك موجود منذ قرون من قِبل أقوام الإنويت التي كانت تسكن في مناطق القطب الشمالي من أجل التنقل عبر الممرات المائية وممارسة مهامهم اليومية (الصيد، التنقل، صيد الأسماك)، ومما أسهم في انتشار تداولها فيما بعد بين مختلف الأمم هو سهولة استخدامها وفعاليتها الكبيرة، وبالرجوع للكاياك كوسيلة ترفيهية ورياضية فإنه يمكن القول بأنه نشاط رياضي أكثر من رائع يناسب جميع مستويات الهواة تستلزم بذل طاقة كبيرة مع إتاحة الفرصة لهم باستكشاف عوالم المياه المفتوحة، ومن الجدير بالذكر أن جميع المسطحات المائية (المحيطات، الأنهار، البحيرات) تعد مناسبة ومفتوحة للتجديف بهذا النوع من القوارب (الكاياك).[٣]


رياضة التجديف بقوارب الـ (Rowing)

يُطلَق على الرياضي الذي يجلس في مؤخرة القارب ويقوم بالتجديف لخلف القوة الدافعة والمحركة بالـ (Rower) نسبةً لاسم هذه الرياضة (Rowing) بينما يُسمى اللاعب الذي يتولى عملية توجيه المركب وتخطيط وجهة الرحلة بالكامل بالـ (Coxswain) وتقع على عاتقه مسؤولية تحفيز زميله الذي يبذل قصارى جهده في إنتاج القوة الدافعة للمركب، وللعلم فإن هذا النوع من التجديف من القوارب ينقسم إلى نوعين فرعيين أولهما يُسمى بالـ (التجديف Sculling) والذي يكون فيه مجدفاً واحداً جالساً عند مؤخرة المركب (rower) ويملك مجاذيف (عددها 2) يصل طول الواحد منها لنحو (2.9) متر ولا يكون برفقته لاعب التوجيه الأمامي، أما النوع الثاني من فيسمى بالـ (الاكتساح Sweep) يكون فيه لاعب التجديف الخلفي مستخدماً لمجذاف واحد يصل طوله لنحو (3.6) متر مع وجود لاعب التوجيه إن كان القارب يضم فريقاً من 8 مجذفين بالخلف، وبشكلٍ عام فإن القوارب التي لا يكون فيها لاعب التوجيه في مقدمة القارب فإن مسؤولية توجيه القارب تقع على عاتق أحد المجذفين (مهمة مزدوجة).[٤]


تاريخ رياضة التجديف

يمكن أن نقول باختصار أن التجديف بالقوارب من نوع (Rowing) هو الآلية التي تستند على خلق القوة الدافعة للقارب نفسه الذي يُطلَق عليه (shell) باستخدام المجاذيف ومن قِبَل 8 مجدفين ولاعب واحد يتولى مسؤولية السيطرة والتوجيه خلال تسيير القارب ضمن الأنهار والبحيرات، وسبب تسمية هذه النوع من الرياضات بالـ (Rowing) عائد للمعنى الأصلي في اللغة الإنجليزية للكلمة التي تدل على استخدام مجذاف واحد على إحدى جهتي القارب يتحكم به اللاعب بكلتا يديه، بينما مصطلح (sculling) فإنه يشير إلى التجذيف بالقوارب الذي يتم فيه استخدام مجذافين مثبتين على كلتا جهتي القارب ويمسك بهما الرياضي، وبالمناسبة فإن المجذاف تتم صناعته من الخشب وبشكل مُدوَّر من عند الطرف المخصص للمقبض ويكون على شكل الشفرة الحادة من الطرف الآخر المخصص للتجذيف به داخل الماء، علاوةً على ذلك يتم تصميم هذا المجذاف بطريقة يكون فيها عبارة عن قطعتين مجوفتين ويتم إلصاقهما ببعضهما البعض والغاية من ذلك هو التقليل من الوزن الكلي وزيادة الكفاءة بنفس الوقت والمرونة في استخدامه.[٥]


أما عن تاريخ هذه الرياضة فإن نشأتها كانت في البداية على شاكلة وسيلة من وسائل التنقل وليس بغرض أن تكون ممارسةً رياضية، إضافةً للاعتماد عليها كوسيلة تنقل حربية إبان العصور المصرية القديمة ثم الإمبراطورية الرومانية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط (من القرن 25 قبل الميلاد حتى القرن الرابع الميلادي)، وكان لإنجلترا لاحقاً دورٌ في إبراز عالم التجذيف باستخدام القوارب الصغيرة والمتوسطة على ضفاف نهر التايمز في فترة القرن الثالث عشر، ومع حلول القرن السادس عشر تمحورت فكرة التحدي والرهانات بين ملاحي تلك القوارب وانبثقت فكرة إنشاء سباق لتلك القوارب وبشكل منظم حيث أصبح يُقام ذلك السباق بشكل سنوي منذ العام 1715.[٥]


المراجع

  1. "common-competitive-water-sports", boatbeat, Retrieved 9/9/2021. Edited.
  2. "canoeing", britannica, Retrieved 9/9/2021. Edited.
  3. "what-is-kayaking-equipment-best-season-top-spots", explore-share, Retrieved 9/9/2021. Edited.
  4. "rowingexplained", unionvillecrew, Retrieved 9/9/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "rowing-boat-propulsion-and-sport", britannica, Retrieved 9/9/2021. Edited.