تُعدّ زعانف الغوص من أهمّ وأوّل المعدّات التي يجب على الغوّاص اقتنائها قبل الحصول على شهادة الغوص المعتمدة، إذ إنّه لا يُمكن الغوص دونها، وتختلف الزعانف في أشكالها اختلافات عديدة، إلّا أنّها عادةً ما تكون مصنوعة من اللدائن الحرارية أو المطاط أو من كلاهما وهو الأكثر شيوعاً، حيث تُساهم المواد المصنعّة للزعانف بتوفير المرونة والوزن اللازمين لأداء رياضة الغوص بنجاح، وتتكوّن الزعانف عادةً من الشفرة، وجيب القدم، ونظام الإبزيم، والحزام إذا كانت الزعانف مفتوحة من ناحية الكعب، وفي هذا المقال سنتعرّف على أنواع زعانف الغوص، ومعايير اختيارها.[١]
أنواع زعانف الغوص
يتمّ تصنيع أنواع مختلفة من زعانف الغوص لتتناسب مع كافّة أنواع الغوص المختلفة، إذ يختلف الغوص في البحار العادية عن الغوص في الكهوف المائية، فيجب على الغوّاص اختيار الزعانف بعناية، وفيما يأتي أنواع زعانف الغوص المختلفة والفرق بينها:[٢]
زعانف المجداف
تتناسب زعانف المجداف مع الغواصين ذوي الأقدام القوية بشكلٍ كبير، وهي من الزعانف التقليدية والبسيطة، وتكون بنوعين؛ نوع مفتوح الكعب وآخر مغلق، ويُفضّل الغواصون عادةً زعانف المجداف المفتوحة بسبب قابليّتها للتعديل، في حين يرتدي السباحون الزعانف المغلقة منها، وتتحرّك زعانف المجداف إلى الأعلى والأسفل لتكون الحركة المثالية في مناطق الغوص ذات التيّارات، وفيما يأتي نوعي زعانف المجداف بالتفصيل:[٣]
- زعانف مفتوحة الكعب: تتناسب الزعانف مفتوحة الكعب مع أحذية الغوص الخاصة، وتكون أكبر بكثير من الزعانف مغلقة الكعب بسبب وجود الأحذية، كما تكون جيوبها مصنوعة من مادة صلبة ثقيلة، الأمر الذي يجعل من ارتداء الجوارب الغاطسة أمراً ضرورياً معها تجنّباً للشعور بعدم الراحة، ويُفضّل الغواصون عادةً اختيار الزعانف مفتوحة الكعب مع أحذية الغوص؛ وذلك لأنّ الجوارب ستسمح بدفء القدمين وحمايتهما من الماء أثناء الدخول إلى الماء والخروج منه، ويتمّ إضافة حزام ملتفّ حول الكعب يكون مصنوع عادةً من المطاط المرن الذي يُمكن فكّه أو شدّه، ممّا يسهل على الغواص ربطها أو فصلها، بالإضافة إلى وجود الحزام الزنبركي المعدني الملفوف حول الكعب بإحكام، والذي يتمّيز بتوفير الراحة الكاملة للغواص عند ارتدائه.[٢]
- الزعانف مغلقة الكعب: تتكوّن الزعانف مغلقة الكعب من جيوب مطاطية تُغطّي كعب الغواص بشكلٍ كامل، حيث إنّها صمّمت خصيصاً لاستخدامها دون الحاجة لارتداء الجوارب، فهي مريحة جداً أثناء الغوص في الماء الدافئ، بالإضافة إلى أنّها لا تتناسب مع أحذية الغوص الخاصة ولا يُمكن ارتداؤها معها.[٢]
الزعانف المقسمة
تتناسب الزعانف المقسّمة مع الغواصين الذي يريدون التحرك تحت الماء بشكلٍ سريع جداً، وتكون الزعانف مقسّمة إلى قسمين اثنين، كما تكون حركتها مثل المروحة بشكلٍ دوراني، ويشمل هذا النوع من الزعانف على زوايا متخصصة تقوّي من ركلة الغواص أثناء التحرك في الماء دون بذل الكثير من الجهد في ذلك، ما يعني أنّه يُمكن للغواص قضاء وقت أطول في الغوص تحت الماء وتغطية مساحة أكبر بفضلها، ويتناسب هذا النوع من الزعانف أيضاً مع الغواصين الذين يعانون من تقلّصات عضلية أو الذين يتعبون بسرعة أو الذين يعانون من مشاكل في المفاصل حيث تقلّل هذه الزعانف من مقدار الضغط على القدمين والساقين.[٣][٢]
زعانف القوة
تُعدّ زعانف القوة الأصغر حجماً من بين أنواع زعانف الغوص المختلفة، وعلى الرغم من ذلك فهي توفّر للغوّاص حركة سريعة جداً تحت الماء بجهد قليل نسبياً، بالإضافة إلى توفير ركلات قوية جداً للغوّاص بكافّة الاتجاهات.[٣]
الزعانف القابلة للانقلاب
تُعدّ الزعانف القابلة للانقلاب من الزعانف الحديثة والأكثر تنوعاً وتطوراً عن باقي الزعانف الأخرى، حيث يُمكن قلب شفرات الزعانف بشكلٍ كامل لمساعدة الغواص على السير على السطح بسهولة دون نزع الزعانف من القدمين، وتتناسب مع الغواصين الذين ينتقلون باستمرار بين السلالم للصعود والهبوط في الماء، وتنقلب الشفرات تلقائياً وتتثبّت في مكانها ببساطة بمجرّد ركل الغواص لقدمه في الماء.[٣]
الزعانف المرنة والزعانف القاسية
تُعدّ المرونة عامل مهمّ في اختيار زعانف الغوص، وتتعدّد أنواع الزعانف القاسية والمرنة، فتتميّز الزعانف القاسية والأكثر صلابة بأنّها أفضل بكثير من الزعانف المرنة خاصةً عند استخدام تقنيّات الدفع، وتقنيّة ركل الضفادع، في حين تتميّز الزعانف المرنة بتفوّقها على الزعانف القاسية بخفّتها وإمكانيّة استخدام تقنيّة الركل المرتفع من خلالها بسهولة ودون جهد.[٢]
زعانف الشفرة
تتكوّن زعانف الشفرة من ألواح مطاطية في المقدمة لتوجيه الماء بشكلٍ مثالي وزيادة الكفاءة عند الركل، كما تتناسب مع تقنيّة الضفدع في الغوص، وتقنيّة الرفرفة، بالإضافة إلى توفّر مستويات مختلفة من المرونة، فهي تتناسب مع الغواصين الذين لا يُفضّلون الغوص بسرعة أو ضد التيار، أو الغواصين الذين تتعب أقدامهم بشكلٍ أسرع من غيرهم.[٢]
زعانف السلحفاة
سميّت بذلك الاسم نظراً لثقل وزنها وقصر طولها، وهي من أنواع الزعانف الكلاسيكية التي تكون فعّالة جداً في تقنيّة الدفع المتقدمة في الغوص، والغوص التقني، وتقنية ركل الضفادع، ويُشار إلى ثبات تصميم هذا النوع من الزعانف منذ نشأتها، إذ لم تُغيّر الشركات المصنّعة من طبيعة التصميم العامّة لها، كما يُفضّلها غواصين الكهوف والحطام وغيرهم من الغواصين التقنيين؛ وذلك بسبب توفيرها لقوة دفع كبيرة أثناء الغوص.[٢]
زعانف الغوص الحر
تتميّز بوجود شفرات صلبة ورقيقة وطويلة في المقدمة، كما يُفضّلها الغواصون الترفيهيون بشكلٍ كبير بسبب طول شفراتها الذي يُنتج قوة دفع كبيرة ويُساعد في التحرّك بشكلٍ أسرع، إلّا أنّها تتطلّب قدراً كبيراً من التدرّب وممارسة الغوص فيها لإتقان استخدامها.[٢]
طرق اختيار زعانف الغوص المناسبة
يكون اختيار زعانف الغوص المناسبة وِفقاً لعدد من المعايير الواجب الأخذ فيها، وهي أسلوب الغواص في اختيار مكان الغوص، وطريقته في الركل والدفع، وهناك توضيح لهذه المعايير كما يأتي:[١]
أسلوب الغواص في اختيار مكان الغوص
يعود اختيار زعانف الغوص المثلى إلى طبيعة المياه التي يودّ الغواص الغوص فيها، ودرجة حرارة المياه، ومستوى قوة التيارات، والبيئة المحيطة، إذ يجب استخدام الزعانف الكاملة والمرنة وخفيفة الوزن عند الغوص في المياه الاستوائية وعلى الشعاب المرجانية في المياه الضحلة، بينما يحتاج الغواص إلى زعانف قصيرة تتناسب مع ركلة الضفدع في الكهوف ومناطق الحطام لتسهيل الحركة في الأماكن الضيقة، وتتناسب الزعانف الصلبة مع المناطق التي يُتوقع وجود تيارات قوية فيها، بالإضافة إلى وجوب أخذ وزن الزعانف بعين الاعتبار عند السفر وحمل الأمتعة.[١]
طبيعة ركل الغواص
تتوافق أنواع الزعانف المختلفة مع أنواع الركلات المختلفة، إذ يكون بعضها أفضل في ركلة الضفدع وبعضها الآخر يكون أفضل في ركلة الرفرفة، كما يرغب بعض الغواصين التمتع بمرونة عالية ومقاومة قليلة أثناء الغوص لتحقيق سرعة في الركل، بينما يرغب آخرين في أقصى حدّ من مقاومة الماء لتحقيق ركل خفيف نسبياً.[١]