ما هي شروط الغطس تحت الماء؟

الغطس تحت الماء

تُعد رياضة الغوص تحت الماء من الرياضات التي تجري في منطقة لم يستطع الإنسان التحكّم فيها بشكلٍ كامل؛ إذ إنّ التنقّل في عالمٍ كبير تحت الماء أمر يحتاج إلى تدابير دقيقة أهمّها مسألة التنّفس، كما تتمثّل رياضة الغوص تحت الماء بكونها رياضة ذات إثارة ومتعة كبيرة نظراً للمخاطر المحفوفة بها، والتي يُشار إلى أنّها تحتاج إلى تدريبات خاصة ومعرفة عميقة بالشروط والإرشادات لتفادي جوانب الخطر أثناء الغوص، بالإضافة إلى معرفة أهم التدابير الواجب اتّخاذها عند الوقوع في حالة من الطوارئ تحت الماء، وتكون رياضة الغوص بعد مرحلة التثقيف، والدروس، والتدريب من الرياضات الآمنة بشكلٍ تام، الأمر الذي جعلها رياضة سريعة النمو بشكلٍ كبير، حيث يُمارسها الملايين من الناس حول العالم بعد اجتيازهم لمرحلة التدريب وحصولهم على رخصة الغوص الدولية، وسنتعرّف في هذا المقال على شروط الغوص تحت الماء بشكلٍ مفصّل.^[١][٢]

شروط الغوص تحت الماء

يُمكن للغوّاص تجنّب المخاطر المتوقّع حدوثها تحت الماء باتّباعه لشروط وقواعد سلامة الغوص تحت الماء، ومن أهمّ هذه الشروط ما يأتي:

الشروط الواجب اتّباعها قبل الغوص

• الحصول على رخصة معتمدة للغوص تحت الماء: يجب على الغواص الحصول على دورة تدريبية معتمدة تُمكّنه من الحصول على رخصة الغوص من جهة معترف بها، حيث يتعلّم الغواص خلال هذه الدورة مبادئ الغوص، بالإضافة إلى تطوير مهاراته في بيئات مختلفة تحت الماء، كما يتعرّف الغواص على جميع المخاطر التي يُمكن أن تواجهه تحت الماء وكيفية تفاديها، وبعض المهارات الأخرى؛ كاستخدام مصدر الأكسجين البديل، وفصل خرطوم نفخ الضغط، وتنظيف القناع، وإجراء الإنعاش القلبي الرئوي وغيرها من المهارات المهمّة الأخرى.^[٣]
• المحافظة على الصحة السليمة للجسم: يُعدّ فحص الصحة البدنية قبل الغوص من أهم الفحوصات التي يجب على الغواص أن يُجريها، وينطوي هذا الفحص على عدد من المعايير، وهي: تجنّب شرب الكحول قبل الغوص، وتجنّب التدخين قبل 12 ساعة من الغوص، وضرورة التمتّع بلياقة بدنية كافية، بالإضافة إلى ضرورة أخذ تقرير طبي للتأكدّ من عدم وجود أيّ حالة طبية تتعارض مع الغوص.^[٣]
• معرفة الموقع المراد الغوص فيه: يجب على الغواص معرفة مكان الغوص بشكلٍ محدّد، حيث تختلف التدابير التي يأخذ بها الغواص والأدوات اللازمة تِبعاً لموقع الغوص، بالإضافة إلى اختلاف الوقت المناسب للغوص باختلاف الموقع، كما يجب على الغواص التأكد من الحالة الجوية، وظروف المياه، وحالة التيارات المائية، وطبيعة الرؤية.^[٣]
• تحضير المعدّات اللازمة للغوص: يتطلّب تحضير معدّات الغوص تجربتها قبل بدء رحلة الغوص تحت الماء، حيث يجب فحصها والتأكّد من سلامتها مرتين على الأقل، والتأكّد من عدم وجود أيّ خلل أو تشقّق فيها.^[٣]
• الغوص ضمن المناطق المحدّدة: تتطلّب كل منطقة غوص مختلفة تعليمات وتدريبات خاصة فيها، ويجب على الغواص الالتزام بالمنطقة المحدّدة له والتي تتوافق مع إمكانياته ومهاراته التي تعلّمها وتدرّب عليها.^[٣]
• الغوص مع شخص آخر: يُعدّ الغوص مع شريك أكثر أماناً من الغوص منفرداً، حيث إنّه تقع العديد من المشكلات تحت الماء والتي يُمكن حلّها بسهولة عند الغوص مع شريك، وهذا لا ينفي أنّه يجب على كلّ غواص الاعتناء بنفسه وأخذ كافّة التدابير لوحده.^[٣]
• تعلّم إشارات الغوص: يجب على الغواص معرفة إشارات الأمان والتواصل الأخرى كونها الوسيلة الوحيدة لفهم الغواصين على بعضهم البعض، وتكون هذه الإشارات باستخدام اليدين غالباً.^[٣]

الشروط الواجب اتّباعها أثناء الغوص

• أداء توقف الأمان: يجب على الغواص الوقوف بشكلٍ آمن في نهاية كلّ غوص على عمق 4.5 متراً لمدّة تتراوح من 3-5 دقائق، حيث يُساعد ذلك الجسم على إطلاق النيتروجين الزائد الذي يتراكم في الجسم أثناء الغوص.^[٤]
• أداء توقف الضغط: يكون توقف الضغط وِفقاً لطول ومدى الغوص، حيث إنه كلّنا زاد العمق كلّما زادت الحاجة إلى توقف الضغط، حيث إنّه بالعمق يزيد امتصاص الجسم للنيتروجين، وأثناء الصعود يعود النيتروجين المتراكم في الدم على شكل فقاعات صغيرة إلى الرئتين، ليتمّ بعد ذلك إخراجه بالزفير، ويُساعد توقف الضغط التدريجي على القضاء على هذه الفقاعات بشكلٍ أسرع.^[٣]
• التحكّم في معدّل الصعود: يُعدّ تعلّم الصعود من أهم القواعد في تعلم الغوص، والمهم في ذلك هو تعلّم التحكّم في معدّل الصعود؛ حيث إنّ الصعود بشكلٍ سريع يزيد من خطر الإصابة بالانسداد الهوائي ومشاكل الرئتين، ويحتاج الجسم للصعود ببطء ليتمكّن من إطلاق النيتروجين المذاب بشكلٍ تدريجي، وإطلاق الهواء والصعود على سطح الماء بشكلٍ آمن.^[٤]
• مواصلة التنفس: يجب على الغواص الاستمرار بالتنفس بشكلٍ طبيعي طوال رحلة الغوص وليس عند الصعود وحسب، إذ يُساعد ذلك على حماية الرئتين من إصابة تمدّد الرئة المفرط.^[٤]
• مراقبة أجهزة القياس: يجب على الغواص التحقق بشكلٍ مستمر من أجهزة قياس العمق، والفترة التي قضاها تحت الماء، ومقدار الهواء، واتجاه الشمال.^[٤]
• تحقيق التوازن: يُعدّ تحقيق توازن الجسم أثناء الغوص من الأمور المهم تعلّمها للغواص، حيث يجب تحقيق التوازن أثناء النزول تحت الماء بسرعة مدروسة تجنّباً لحدوث خلل في توازن الجسم والتسبّب في ضرر دائم لبعض أعضاء الجسم، ويُعدّ الألم الحاصل في الأذن أثناء النزول إشارةً على وجود خلل في توزان الجسم ويجب حينها عدم الاستمرار في النزول والتواصل مع الغواصين الآخرين.^[٤]
• تطبيق قاعدة الأثلاث: تنصّ قاعدة الأثلاث على وجوب استخدام الغواص لثلث الهواء المزوّد به للهبوط، وثلثاً للصعود، وثلثاً احتياطياً، ويتوجّب حينها مراقبة مقياس كمية الأكسجين بشكلٍ مستمر، كما تُستخدم هذه القاعدة غالباً من قِبل الغواصين الفنيين.^[٥]
• استخدام الطفو الإيجابي: تحدث غالبية مشاكل الغوص في الجزء الأخير عند محاولة الطفو على سطح الماء، حيث تُشير الدراسات إلى أنّه ما نسبته 25% من وفيات الغوص تكون نتيجة حدوث مشاكل عند الطفو على سطح الماء، وتتمثّل المشكلة في محاولة الغواص من البقاء على السطح مع معاناته من الوزن الكبير أثناء ذلك، ويتمثّل الطفو الإيجابي بتضخيم صدرية الغوص وإسقاط الأوزان الخاصة التي يحملها الغواص أثناء رحلته.^[١]
• محاولة الغوص بشكلٍ أفقي: يُعدّ الغوص بطريقة السمكة أفضل طرق الغوص وأنجحها، حيث يجب أن يتدرّب الغواص على كيفية الغوص أفقياً تحت كلّ الظروف ودون الحاجة إلى الوقوف أو الركوع أثناء الغوص، بالإضافة إلى أنّ الغوص عمودياً يزيد من ثقل الجسم ووزنه.^[٦]
• تجنّب ملامسة الحياة البحرية: يجب على الغواص تجنّب ملامسة الحياة البحرية منعاً لإلحاق الضرر بها وبنظامها الخاص، بالإضافة إلى تجنّب الإصابة من بعض الكائنات البحرية الحادة والسامة.^[٣]