أنواع الغوص

تتميّز رياضة الغوص بوجود عدد من الأنواع المختلفة والتي يُعتبر بعضها ترفيهياً وبعضها الآخر مهنياً، كما يُمكن لأيّ شخص التدرّب والحصول على شهادة معتمدة تخوّله من الغوص وِفقاً لخبرته ومهارته في ذلك في أيّ مكان حول العالم، وينقسم الغوص بشكلٍ عام إلى نوعين اثنين؛ وهما الغوص الحر والغوص تحت الماء (سكوبا)، حيث يتطلّب غوص السكوبا جهاز مزوّد بالأكسجين تحت الماء يحمله الغوّاص على ظهره، بينما لا يحتاج الغوص الحر لأي معدات ويعتم على حبس النفس فقط، وفي هذا المقال سنتعرّف على أنواع الغوص بشكلٍ مفصّل.^[١]

أنواع الغوص

ظهرت أنواع عديدة من الغوص تختلف لتناسب جميع اهتمامات الغواصين والمستكشفين في قيعان البحار، والتي يُمكن تجربتها وممارستها بعد اجتياز شهادة الغوص المعتمدة، ومن أهمّ هذه الأنواع ما يأتي:

الغوص في المياه المفتوحة

يُعدّ الغوص في المياه المفتوحة من أكثر أنواع الغوص الشائعة، والذي يتناسب مع الغواصين المبتدئين، كما يُمكن لجميع الغواصين المعتمدين والحاصلين على شهادة الغوص ممارسته، ويكون الغوص في المياه المفتوحة في مياه شاسعة بعيدة عن الشاطئ، كما يبلغ الحدّ الأقصى للعمق المسموح للغوص في المياه المفتوحة 18 متراً فقط.^[٢]

غوص الأعماق

يكون الغوص العميق على عمق يتجاوز 18 متراً في أعماق البحار، ويوصى بعدم الغوص للمبتدئين نظراً لزيادة الخطورة المرتبطة في ذلك، كاحتمالية الغرق، واحتمالية انسداد الهواء الشرياني، كما توصي جمعية مجلس تدريب الغوص الترفيهي بتجنّب الغوص في عمق أكثر من 40 متراً، ومع ذلك تختلف الحدود تِبعاً لموقع الغطس.^[٢]

غوص الانجراف

يكون غوص الانجراف بالغوص مع اتجاه التيارات المائية الطبيعية، حيث يدفع التيار الغواص إلى مكان آخر غير المكان الذي بدأ الغوص فيه، ممّا يسمح له بقطع مسافات طويلة في البحر بأقلّ جهد وطاقة، ويتسنّى للغواص في هذا النوع من الغوص رؤية أكبر قدر ممكن من الحياة البحرية، ورؤية الكائنات البحرية التي تسبح مع التيار، والاستمتاع بالمناظر البحرية الخلابة، واكتشاف المناطق بدقة خاصةً في مناطق التيارات الضعيفة، ويُشار إلى وجود بعض المخاطر في هذا النوع من الغوص؛ إذ غالباً ما تكون التيارات غير متوقعة ما يعني أنّه لا يُمكن للغواص السيطرة على اتجاه حركته دائماً.^[٢][٣]

الغوص على الحائط

ويكون بالغوص على طول الشعاب المرجانية الموجودة بشكلٍ عمودي، أو على طول المنحدرات البحرية التي تنحدر إلى أعماق كبيرة تحت الماء، الأمر الذي يجعل من الغوص على الحائط غوصاً خطراً يتطلّب خبرةً كبيرة؛ وذلك لأنّه يُسبّب نزول الغواص إلى أعماق كبيرة في قاع البحر غير المرئي، بالإضافة إلى أنّه يتطلّب تحكماً قوياً في الطفو لتجنّب السقوط بأعماق شديدة يصعب الخروج منها، إذ يُعرف أنّ الجدران البحرية تتكوّن حولها تيارات ماء قوية صاعدة وهابطة.^[٢]

الغوص الليلي

يختلف الغوص ليلاً عن الغوص أثناء النهار بظهور نباتات وكائنات بحرية لا تظهر إلّا ليلاً، فيُتيح الغوص الليلي تجربةً فريدةً تختلف عن تجربة الغوص في نفس المكان نهاراً، حيث تُصدر بعض الكائنات البحرية أضواءً بألوان مميزة، ويُشار إلى ضرورة إحضار الغواص لشعلة ساطعة تحت الماء؛ للمساعدة على التنقّل بأمان في الماء المظلم، وتزداد احتمالية الخطر في هذا النوع من الغوص بسبب حدوث ارتباك لدى الغواص بسبب البيئة البحرية المظلمة، وكما أنّه من الضروري أن يكون الغواص ملمّاً بالموقع بشكلٍ جيّد بالإضافة إلى التمكّن من الطفو سريعاً بنجاح.^[٢]

الغوص في الحطام

يُعدّ الغوص في الماء لاستكشاف حطام وبقايا السفن أو الطائرات من أنواع الغوص الشائعة، حيث يوجد حطام سفن تقريباً في كلّ مسطح مائي كبير في الكرة الأرضية، ويُمارس بعض الغواصين هذا النوع من الغوص حباً للتاريخ ولمعرفة لمحة عن الماضي، وعدا عن ذلك فإنّ حطام السفن قد يكون موطناً لمجموعة من الكائنات البحرية المختلفة والمثيرة للاهتمام، كما أنّه من الضروري عند ممارسة هذا النوع من الغوص تجنّب أخذ أيّ حطام من موقعه؛ منعاً لإفساد الموقع التاريخي الموجود وتجنّباً للتعرض للمسائلة القانونية، بالإضافة إلى ضرورة إحضار شعلة من الضوء وباقي معدات الغوص الأخرى واتّباع الإجراءات الصحيحة تجنّباً للمخاطر.^[٢][٣]

الغوص في الجليد

يُعدّ الغوص في الجليد تجربةً فريدةً لا توجد في أيّ نوع من أنواع الغوص الأخرى، إذ يتمتّع الغواصون فيه برؤية مناظر فريدة لا يوفرها الغوص في المياه ذات الحرارة المرتفعة؛ وذلك بسبب عدم نمو الطحالب في البيئة المتجمدة والتي ستحجب الرؤية حال وجودها بالإضافة إلى وجود حياة بحرية لا تعيش إلّا في البيئات المتجمدة، ويتعيّن على الغواصين كسر الجليد للتمكن من الغوص في المياه الباردة، ما يعني أنّه ستكون نقطة الدخول والخروج من الماء واحدة، ويجب على الغواص أيضاً معرفة المخاطر التي ستحفّه في هذا النوع من الغوص نظراً لتدنّي درجات الحرارة، وانخفاض حرارة الجسم، وفشل المعدات بسبب التجمد، واحتمالية الضياع تحت الجليد.^[٢]

الغوص في الكهوف

يُمكّن هذا النوع من الغوص الغواصين من اكتشاف ممرات المياه الموجودة في الكهوف المغمورة تحت الماء، كما ويُعدّ من أنواع الغوص المفضلة لدى العديد من الغواصين، إذ تتوفّر وجهات غوص عديدة داخل الكهوف حول العالم.^[٤]

الغوص الفني

يُطلق اسم الغوص الفني على الغوص الذي يتجاوز الحدود المفروضة على العمق أو على الوقت المسموح للبقاء تحت الماء، إذ يتعدّى الغواص فيه عمق 40 متراً، ويكون بدافع البحث والاستكشاف داخل حطام السفن أو في كهوف المياه العذبة أو المالحة، ويتمّ تزويد الغواص فيه بمخاليط غازية خاصة تختلف عن الموجود في باقي أنواع الغوص الأخرى.^[٤]

غوص الإنقاذ

يتطلّب هذا النوع من الغوص خبرة عالية لدى الغواص، بالإضافة إلى تدريب خاص لتعلّم تقنيّات الإنقاذ والسلامة العامة، والإسعافات الأولية المطلوبة، بما في ذلك الإسعافات الأولية المائية، والإنقاذ السطحي، والإنقاذ العميق، وطريقة التعامل مع المواقف المميتة على الشاطئ والغوص بالقوارب، كما يجب أن يتمتع الغواص المنقذ بلياقة بدنية وعقلية عالية.^[٥]

الغوص الحر

يعتمد الغوص الحر خلافاً لغيره من أنواع الغوص على حبس الأنفاس أثناء الغوص بدلاً من الاعتماد على جهاز التنفس، ويُشار إلى أنّه كلّما تمكّن الغواص من حبس أنفاسه أكثر كلّما كان الغوص الحر أطول وأعمق. ^[٦]