معلومات عن الغطس تحت الماء

تعريف الغطس

الغطس تحت الماء (Scuba diving) نوع من أنواع الرياضات المائية واسعة الانتشار، والتي يستمتع فيها الأشخاص بالمناظر الخلابة لما هو تحت المحيط، وذلك بالاستعانة بمعدات تعطيهم الوقت والأكسجين لذلك، بالإضافة إلى الالتزام بشروط سلامة عامة مثل عدم غطس الشخص بمفرده، أما عن تاريخ هذه الرياضة؛ فهو قديم وطويل، وهو ما سيتم التحدث عنه لاحقًا خلال المقال.^[١]

قائمة معدات الغطس تحت الماء

هنالك معدات لرياضة الغطس تحت الماء، تساعد ممارسيها على الاستمتاع برحلتهم تحت الماء، وتساعدهم على الحفاظ على سلامتهم، وهذه المعدات كالتالي:

• قناع الغطس وأنبوب التنفس: يأتي قناع الغطاس (Diving mask) مع طبقة حامية للعيون، تمكن من الرؤية تحت الماء، أما أنبوب التنفس (Snorkle)؛ فهو ما يستخدمه المبتدئون غالبًا أثناء الغطس، والتي تساعدهم على توفير الهواء اللازم لهم، خصوصًا في حالة الغطس والوجه للأسفل.^[٢]
• بدلة الغطس الجافة أو الرطبة: تأتي مهمة بدلة الغطس في حماية جلد الغطاس والحفاظ على درجة حرارته، ورغم أن وزنها ثقيل نوعًا ما، إلا أنه تمت صناعتها من مواد مطاطية بحيث تلتصق بجسم الغطاس حالة دخوله إلى الماء بحيث تصبح جزءًا منه، ومن الممكن إيجاد بدلات أثقل وأكثر سماكة، للماء منخفض الحرارة.^[٣]
• الزعانف: بالإنجليزية (fins)، وهي من المعدات المهمة والضرورية، والتي تساعد على التحكم في حركة الغطاس، بالمنحنى الصحيح والسرعة المطلوبة، وهي تأتي بنوعين، الزعانف المكشوفة الكعب (open heel)، والزعانف المغلقة بشكل كامل على القدم (full foot fins)، وقد تكون هذه الأنواع متصلة لتجمع القدمين في مكان واحد، أو منفصلة بحيث تعطي للغطاس حرية تحريك أقدامه بشكل منفصل.^[٣]
• قفازات الغطس: تساعد القفازات (Scuba Gloves) على الحفاظ على درجة حرارة أيدي الغطاس، وتحمي جلده من أية جروح أو خدوش.^[٢]
• خزان الغطس: وهو الخزان بالإنجليزية (Scuba Tank) الذي يوجد فيه الأكسجين اللازم للتنفس، وبذلك فهو من المعدات الأساسية للغطس تحت الماء، يتيح للغطاس التنفس تحت الماء، كما ويأتي بعدة أحجام وأشكال مختلفة، وهو مصنوع من الستانلس ستيل، أو من الألمنيوم، وهي متوفرة على شكل إيجار، أو يمكن شرائها.^[٢]
• المنظم: تكمن أهمية المنظم regulator في تنظيم ضخ الأكسجين من الخزان إلى الغطاس، بحيث يكون الهواء ذو ضغط عالي؛ فيقوم بتحويلها إلى ضغط طبيعي، يأتي على شكل قطعة يتم وضعها على الفم، مع اتصالها بخزان الهواء، مع مقاييس gauges لتحديد ضغط الهواء.^[٣]
• حاسوب الغوص: ليس حاسوب (Dive computer) بالمعنى الفعلي، بل هو أقرب ما يكون لساعة اليد، يقوم الغطاس بارتدائها على معصمه، بحيث تراقب الوقت الذي استغرقه في غطسه تحت الماء، ومدى الوقت الأمن المسموح للبقاء تحته، من هذه الساعات أيضا ما تقوم باحتساب الهواء المتبقي ونسبته، ويمكن اقتناء هذا الكمبيوتر بشرائه أو استئجاره.^[٢]
• مقياس العمق، الضغط، والبوصلة: مقياس الضغط (depth gauge) يعمل على تسجيل العمق الحالي وأقصى عمق يمكن الوصول إليه، أما مقياس الضغط (submersible pressure gauge)؛ فوظيفته تكون باحتساب كمية الغاز المتبقي في خزان الهواء، في حين تعمل البوصلة (compass) على تحديد اتجاهات الغطس وترشد الغطاس نحو وجهته.^[٣]
• معدل الطفو: تكمن وظيفة هذه الأداة بالإنجليزية: (Buoyancy Compensator) في مساعدة الغطاس على عدم الطفو إلى الأعلى، أو الغرق للأسفل، أي تساعده على الغطس بشكل أفضل، وهي تشبه السترة، يرتديها الغطاس، والتي قد يضاف لداخلها نسبة ضئيلة من الهواء، لتساعد الغطاس على الطفو، أو يقوم بإفراغها من الهواء ليقوم بالغطس لمسافة أعمق.^[٣]
• معدات أخرى إضافية:^[٣]
• كاميرا للتصوير.
• مزيل الضباب Defogger وهو يستخدم لإزالة الضباب عن قناع الغطس.
• سكاكين الغطس، وتستخدم في حال تعثر الغطاس بشيء ما.
• ألواح الكتابة، وهي ألواح بلاستيكية بيضاء مع أقلام مخصصة للكتابة تحت الماء، وتستخدم للتواصل بين الغطاسين، أو كتابة ملاحظات عن صورة تم التقاطها.
• أضواء للأماكن المعتمة تحت الماء، في الأماكن الأكثر عمقًا.
• إسعافات أولية First Aid Kit.
• سجل الغطس Dive Logbook لتسجيل تفاصيل الرحلة تحت الماء من وقت مستغرق، عمق، مسافة وغيره.

إرشادات السلامة للغطس تحت الماء

الغطس تحت الماء رياضة خطيرة وقد يتعرض فيها الغطاس لأية حوادث مفاجئة، ومن ذلك هنالك مجموعة من النصائح والإرشادات التي يجب العمل بها للحفاظ على سلامته أثناء ممارستها، وهي كالآتي:

• عدم حبس الأنفاس: إن حبس النفس تحت الماء ينشأ عنه إصابات خطيرة قد تودي بحياة الغطاس، إذ أن حبس النفس لمدة طويلة قد يؤدي إلى تمزق الحويصلات الهوائية المكونة لجدران الرئة، الأمر الذي ينتج عنه أضرار كبيرة وجسيمة مثل الرضح الضغطي الرئوي، أو تسرب الغاز لشرايين الدم مسببة انسداد غازي شرياني.^[٤]
• عدم الهبوط لأعماق غير مريحة: يجب على الغطاس معرفة قدراته والوقوف عندها، بحيث لا يجبر نفسه على الغطس لمسافات أعمق عند التأكد من عدم قدرته على ذلك، حيث وأنه لدى أخذ المخاطرة في ذلك؛ فإنه يكون عرضه أكثر لانفجار طبلة أذنه وبالتالي فقدان توازنه والغرق، ولذلك عند البدء بالشعور بالألم، عليه التوقف والعودة إلى الأعلى.^[٥]
• السباحة كالسمكة: على الغطاس السباحة بشكل أفقي كما تفعل الأسماك تحت الماء، وهي الطريقة الصحيحة لذلك، بحيث يكون وزنه متعادل، فيستمتع الغطاس في وقته، ولا يهدم الشعاب المرجانية من حوله.^[٥]
• تجنب الوزن الزائد والحفاظ على اللياقة البدنية: اللياقة البدنية الممتازة تلعب دور مهم في الاستمتاع بالغطس تحت الماء دون أية معوقات، فالوزن الزائد يعمل على إرهاق الغطاس في وقت أقصر من غيره مِمَن هم لائقون بدنيًا، الأمر الذي يجعله يستهلك أكسجين أكثر وبكميات أكبر، كما أن التدخين وشرب الكحول قد يعرض الغطاس لمشاكل جسدية كالإرهاق وجلدية كالجفاف، ومن هنا على الغطاس معرفة مشاكله الصحية واستشارة أخصائي بها قبل القيام بممارسة الغطس تحت الماء.^[٤]

تاريخ الغطس تحت الماء

بدأت رياضة الغطس تحت الماء منذ قديم الزمان، تحديدًا عند الرومان واليونانيين، فكانوا يقومون بحبس أنفاسهم (باليونانية: a-pnoia)، من ثم الغطس تحت الماء لاصطياد الطعام، أو جلب المواد المختلفة من أعماق المحيط، وقد ذكر بأنهم استخدموا قناع ساعدهم على الغطس يشبه شكل تجويف النباتات، ليتم التنفس عبره، ومن هنا جاء اشتقاق كلمة حبس النفس، أو بدون تنفس والتي هي حاليًا (Apnea)، وبالإنجليزية (without breathing). قام الغطاسون القدامى بعد ذلك باختراع وابتكار أدوات ومعدات تساعدهم على التنفس تحت سطح الماء، وكانت أول أداة هي أنبوب التنفس (Snorkle)، وهو أنبوب ذو تجويف يسمح بمرور الهواء تحت الماء، وثاني أداة كانت كرات الغطس (diving bells)، وذلك في القرن الرابع قبل الميلاد، والتي تحتوي على الهواء الصالح للغطاسين لاستخدامه أثناء غطسهم، وقد تحورت لتصبح براميل خشبية بعد ذلك، حيث تكون مثبتة أسفل سطح الماء، ومجوفة في الوجه المقابل للماء، فتحتفظ بالهواء المضغوط لاستخدامه من قبل الغطاسين.^[٦]

في الدولة الفارسية، قام غطاسوها بصناعة النظارات الواقية لاستخدامها تحت الماء، فكانت في بادئ الأمر مصنوعة من هيكل السلاحف على شكل شرائح، أما في فرنسا وإنجلترا؛ فقد قام الغطاسون بصناعة بدلات مخصصة لهذه المهمة، بحيث تكون مصنوعة من الجلد، للغطس حتى عمق 18 متراً، كما قاموا بضخ الهواء بالاستعانة بمضخات يدوية لذلك، وصنعوا الخوذة المعدنية المخصصة للغطس، فتعطي الغطاس ضغط أكبر للهبوط حتى عمق أكثر.^[٦]

عام 1771 قام مهندس بريطاني يدعى جون سميتون يصناعة مضخة الهواء المخصصة للغطس تحت الماء، والتي تكون متصلة مع الغطاس عن طريق خرطوم، فتمده بالهواء اللازم له، ومن أعلى سطح الماء يكون هنالك برميل أو خزان لهذا الهواء، كما قام مخترع فرتسي باختراع جهاز يعيد تدوير الهواء المستهلك من الغطاس، ولكنه توفي بعد نقص الأكسجين عنه لمدة 20 دقيقة أثناء استخدامه للجهاز، فكرر المحاولة بعده مخترع إنجليزي، وذلك عام 1825، فقام بابتكار حزام يحمل الهواء بداخله، وهو حزام حديدي؛ فيه هواء يكفي حتى 7 دقائق ويأتي مع الخوذة المعدنية، وفي عام 1840، تم اختراع الخوذة الهوائية رسميًا، والتي استخدمت في عمليات الإنقاذ.^[٦]

أما عن بدلة الغطس، ففي عام 1873؛ تم اختراعها، فكانت تزن أول بذلة 90 كغ، وهي معبأة بالهواء، وفي عام 1921، تم اختراع بدلة الغطس التي أطلق عليها اسم بدلة هوديني (Houdini suit)، والتي تكمن ميزتها في سلاسة حركة الغطاس داخلها وسرعته، ^[٦] في القرن العشرين، وبعد تطور العلوم والتكنولوجيا، أصبح من السهل تحديد أضرار الغطس على الجلد وجسم الغطاس بشكل عام، فتمت معرفة ضغط الماء على الأجسام، وتحديد ضغط الهواء اللازم للغطس، وتم اختراع مضخات هواء، والمنظمات، وأجهزة تنقية ثاني أكسيد الكربون.^[٦]