تُعد السباحة رياضة فردية تتطلّب تحريك كامل الجسم داخل وخلال الماء، وتختلف طريقة ممارستها باختلاف أنواعها التي تتباين فيما بينها بالفوائد التي تعود فيها على جسم الإنسان، والعضلات المعيّنة التي تتحرّك بشكلٍ كبير خلالها، إذ إنّه على الرغم من شعور الشخص أثناء السباحة بخفّة جسمه داخل الماء، إلّا أنّ سحب الماء يولّد ضغطاً يتطلّب بذل جهد كبير لمواجهته، وهنا تأتي أهمية تدريب العضلات وتمرينها لتحمّل الضغط الحاصل وتجنّب حدوث إصابات العظام والمفاصل، وفي هذا المقال سنتعرّف على أنواع السباحة بالتفصيل.[١]


أنواع السباحة

يوجد العديد من أنواع السباحة الشائعة والتي تتناسب مع أيّ مسطّح مائي، والتي يتطلّب كلّ منها التدريب المستمرّ لإتقانها سواء كانت بداعي التنافس، أو الترفيه، أو الفائدة وغيرها، وفيما يأتي هذه الأنواع بالتفصيل:[٢]


السباحة الحرة

يُعرف هذا النوع بالسباحة الكلاسيكية، حيث يسبح الشخص من خلال الاستلقاء على بطنه، وتحريك الساقين على شكل رفرفة، وزحف جسمه إلى الأمام، مع تبديل حركة الذراعين كحركة الطاحونة الهوائية، ما يسمح للشخص بالسباحة لمسافات طويلة دون تعب، وحرق عدد كبير من السعرات الحرارية، بالإضافة إلى تمرين كافّة أجزاء الجسم بما فيها عضلات البطن، والساقين، والجذع، والظهر، الأمر الذي يجعل التدريب على السباحة الحرة من أصعب التدريبات على أنواع السباحة نسبياً.[٢][٣]


سباحة الظهر

يشبه هذا النوع السباحة الحرة إلى حدّ ما، إذ تتشابه طريقة السباحة نفسها باختلاف طريقة الاستلقاء، فيستلقي الشخص على ظهره على سطح الماء في سباحة الظهر، مع تحريك الذراعين بحركة الطاحونة الهوائية، ودفع الجسم إلى الخلف مع عدم القلق بأداء تقنية التنفس حيث يكون وجه الشخص إلى الأعلى مكشوفاً، ويُفيد هذا النوع من السباحة في تخفيف آلام الظهر، وتقوية عضلاته، وتحسين مرونة عضلات الورك، بالإضافة إلى حرق العديد من السعرات الحرارية.[٢][٣]


سباحة الصدر

تكون سباحة الصدر بتوجيه البطن إلى الأسفل وتحريك الذراعين بحركة نصف دائرية، مع ثني الساقين ودفع الجسم إلى الأمام أو بما يُعرف بتقنية الضفدع، إذ إنّها تشبه إلى حدّ كبير السباحة الحرة، ويُناسب هذا النوع الأشخاص الذين يرغبون في ممارسة الرياضة أثناء السباحة خاصةً تمارين عضلة الصدر، وأوتار الركبتين كما أنّها تُعدّ تمريناً جيّداً لعضلة القلب، ويُمكن للشخص التركيز على التمرين بدلاً من التركيز على أداء الحركات بشكلٍ صحيح نظراً لسهولة أدائها عن باقي أنواع السباحة الأخرى.[٢][٣]


سباحة الفراشة

يحتاج تعلّم سباحة الفراشة إلى تمرين مستمر نظراً لصعوبة حركاتها، إذ إنّها أصعب أنواع السباحة تعلّماً على الإطلاق، ويُطلق عليها هذا الاسم نسبةً إلى طبيعة حركتها التي تشبه الفراشة إلى حدّ ما، حيث تكون بوضع الشخص ليديه فوق رأسه والغوص مع تحريك اليدين للأسفل لدفع الجسم إلى الأمام، وبركل الأرجل بنفس الوقت بحركة متمايلة، وتُعتبر أيضاً من أنواع السباحة الأكثر إرهاقاً للجسم، إلَا أنّها توفر تمريناً مثالياً، وتُعدّ ثاني أسرع أنواع السباحة بعد السباحة الحرة.[٢][٤]


السباحة الجانبية

تُعتبر السباحة الجانبية من أنواع السباحة غير المألوفة، والتي يتمّ ممارسها وتعلّمها في حالات الطوارئ والإنقاذ نظراً لإمكانيّة السباحة باستخدام يد واحدة وإمساك شخص آخر وإبقائه فوق الماء لإنقاذه في اليد الأخرى، حيث تكون بالاستلقاء على الجنب، وتحريك الساقين كالمقص لدفع الجسم إلى الأمام مع عدم القلق بأداء التنفس حيث إنّ الوجه لن يكون مغموراً في الماء، ويُفيد هذا النوع أيضاً في حرق السعرات الحرارية بشكلٍ كبير.[٢][٣]


أنواع مسابقات السباحة

كانت رياضة السباحة من أوائل الرياضات التي تمّ إدخالها في مجال المنافسة والمسابقات في العالم، حيث إنّها كانت جزءاً من أول دورة ألعاب أولمبية حديثة عام 1896م، والتي أجريت في البحر الأبيض المتوسط، لتتطوّر بعدها وتُجرى في حمامات السباحة لأول مرة في لندن عام 1908م، وتُعدّ اليوم من أهم الرياضات الدولية التي يتمّ التنافس فيها وفق قواعد وشروط محددة ومدروسة، ووفق تصنيفات عديدة كما يأتي: [٥]

  • السباقات الخمس: يكون هناك سباق يجمع بين الأنواع الخمسة المختلفة للسباحة، حيث يجري المتسابقون تحدياً يبدأ بنوع سباحة الفراشة، ثم يتقدّم الفائزون لأداء كلّ من سباحة الظهر، وسباحة الصدر، والسباحة الحرة.
  • السباق حسب الطول: ويكون تصنيف المسابقة وِفقاً لطول حمام السباحة الذي عادةً ما يتمّ قياسه بالأمتار، وتجرى عادةً هذه المسابقات ذات النمط الأولومبي في مسابح داخلية أو خارجية بطول 50 متراً، ويُطلق عليها اسم الدورات الطويلة، بينما تكون معظم حمامات السباحة الداخلية ذات دورات قصيرة بطول 25 متراً.
  • السباق حسب المسافة: تُجرى هذه المسابقات عادةً بتحديد المسافة التي يكون الشخص فائزاً عند اجتيازها، حيث يوجد مسابقة 50، و100، و200، و400 متر للأفراد، بالإضافة إلى مسافات تصل إلى 800 متر للنساء، و1500 متر للرجال.
  • السباق حسب الفئات العمرية: تنقسم المنافسة في مسابقات السباحة وفقاً لفئات عمرية مختلفة، حيث تحتفظ معظم هيئات السباحة حول العالم ببرامج مرتبطةً بتصنيف اللاعبين وفق أعمارهم، وتبدأ الفئات العمرية ابتداءً من سنّ العاشرة وحتّى سنّ الثامنة عشر، ثمّ ينتقل المتسابقون بعد ذلك إلى مرحلة لا يوجد فيها تقسيم حسب العمر.
  • سباق المياه المفتوحة: أجريت أول مسابقة أولومبية في مياه مفتوحة في بكين عام 2008م، ويختلف هذا النوع من المسابقات بإمكانيّة إجرائه في البحيرات، أو المحيطات، أو البحار باختلاف ظروف كلّ منطقة، وتصل المسافة المحددة لقطعها عادةً إلى 5 أو 10 أو 25 كيلومتراً.


المراجع

  1. Raghav Heda (30/5/2019), "Learn 5 types of Swimming styles", kreedon, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Various Types of Swimming Strokes and Styles", swimrightacademy, 27/8/2019, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Different Swimming Strokes and Their Benefits", allamericanswim, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  4. "The 4 Swimming Styles You Need To Know", adelaideaquaticcentre, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  5. Bob Haring, "Types of Races in Competitive Swimming", woman.thenest, Retrieved 1/6/2021. Edited.