معلومات عن رياضة المبارزة

رياضة المبارزة

رياضة المبارزة واحدة من الرياضات التي تنظم سيرها قائمة من القواعد والأنظمة من أجل أن تكون لعبة معيارية مفهومة لدى الجميع مع العلم أن الأداة الأهم والأبرز المستخدمة فيها هي السيف الذي يندرج تحت عدة أنواع تبعاً لطبيعة المنافسة وما يرغب اللاعب في استخدامه، ويقتصر استخدام السيف في رياضة المبارزة على وظيفتين هما (الدفاع والهجوم) وفقاً للقواعد المنصوص عليها في كتاب تشريعات اللعبة، ولو ألقينا نظرة على خط زمان وجود السيف في حياة البشرية لوجدنا أنه قد اقتحم حياة الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ إلا أنه لم يُدرج ضمن قائمة الرياضات المنظمة تحت مسمى (رياضة المبارزة) إلا في أواخر القرن التاسع عشر.^[١]

طريقة لعب رياضة المبارزة

لممارسة رياضة المبارزة يتعين على اللاعب اتخاذ تدابير معينة قد يكون منها ما هو سابق ومنها ما هو لاحق لأي نزال مبارزة بالإضافة لضرورة الإلمام ببعض الجوانب الفنية المتعلقة بهذه الرياضة مثل آلية احتساب النقاط وطريقة تنفيذ الحركات، كل هذه الأمور سنتطرق إليها بالتفصيل وعلى النحو التالي:

إجراءات ما قبل وخلال المبارزة

لعبة المبارزة بالسيف هي من الرياضات الترفيهية التي تجذب أنظار المشاهدين صغاراً وكباراً نظراً للكم الوافر من الفوائد التي يكسبها لاعبو المبارزة من حيث الجوانب الجسمانية والذهنية التي تحفزهم على صقل مهاراتهم واستراتيجيات التعامل مع المنافسين المختلفين في مستوياتهم المهارية مع رفع سوية التحمل الجسدي (مرونة، الدقة)، ومع مرور الزمن من العمل الشاق والتدريب المتقن زكثرة خوض النزالات فإن لاعب المبارزة يكتسب مقداراً أكبر من الثقة بالنفس وتتعزز عنده أخلاق الروح الرياضية وأخلاقيات التعامل مع الآخرين في مجريات الحياة العادية، وللعلم فإن هناك 3 أنواع من السيوف المعتمدة في نزالات المبارزة (سيف الشيش، السيف العربي، سيف المبارزة) بحيث يتم احتساب النقاط من خلال جعل السيف يلامس نقاطاً محددة على جسد اللاعب المقابل مع العلم أن استراتيجيات اللعب والأهداف المرصودة على جسم الخصم تتفاوت بتفاوت نوع السيف المستخدم، وبالتالي نجد أن كل لاعب يطور مهاراته ويصقلها على نوع محدد من السيوف ويستمر (يتخصص) به طوال مسيرته المهنية (الرياضية).^[٢]

وبأخذ نظرة متعمقة بعض الشيء في مجريات هذه اللعبة نجد أن نزال المبارزة بالسيف يجري تنفيذه على بِساط (مدرج) يصب طوله إلى نحو 14 متراً وعرضه يبلغ 2 متر بحيث يقف المتبارزَين قبالة بعضهما البعض ويكون سيف كل منهما موصولاً من منطقة كُم اللاعب بكيبل كهربائي (إلكتروني) وموصولاً بجهاز مُحَوسَب يعمل على رصد النقاط التي يسجلها اللاعب عندما يقوم بلمس النقاط (الأهداف) المحددة على جسم الخصم، ويقوم اللاعبان بعمل فحص تجريبي لنجاعة هذا النظام المحوسب قبل انطلاق المنافسة، وهناك أيضاً البدلة (lamé) المدعمة بغطاء معدني لوقاية اللاعب من ضربات سيف الخصم (باستثناء المبارزين الذين يستخدمون سيف الشيش فلا يستخدمون هذه البدلة لأن هدفهم لا يكون على جسد الخصم وإنما هدفهم هو إصابة الواقية المثبتة على مقبض سيف الخصم)، وبعد إجراء ذلك الفحص التجريبي يعود كل لاعب إلى موقعه بحيث تكون المسافة بينهما قرابة الـ 4 أمتار، ويبدأون بعدها بإلقاء التحية الخاصة لبعضهما البعض بخلع القناع وبعدها يأخذان وضعية الاستعداد ليطلق الحكم إشارة البدء بحيث يُمنَع على كل لاعب ترك ذلك المضمار حتى نهاية النزال.^[٢]

وللعلم فإن للحكم الصلاحية في إيقاف اللعب عند أي من جولات النزال حالما يكون متأكداً من أن أحد اللاعبين قام بإحراز نقطة بعد تنفيذه لهجوم ناجح أصاب فيه أحد الأهداف المحددة على جسم الخصم، ويستمر هذا الإجراء حتى يصل أحد اللاعبين للمرحلة التي يقرر فيها الحكم أنه الأجدر بالفوز بالمباراة، وتقدر تلك النتيجة (نتيجة الفوز بالمباراة) بأن يسجل لاعب المبارزة خمس إصابات للهدف، وفي بعض البطولات الإقصائية قد تصل إلى خمس عشرة إصابة، وبعد انتهاء المباراة يعود كل من اللاعبين إلى خطوط البداية ويشرعون بخلع أقنعتهم والقيام بتحية بعضهما البعض إعراباً منهم عن مدى الروح الرياضية السائدة لأن من شأن ذلك الحفاظ على سمعة هذه الرياضة بين الأجيال على مر الزمان.^[٢]

نظام احتساب النقاط

كما أسلفنا في الذكر سابقاً أن الهدف الأسمى الذي يطمح إليه لاعب المبارزة هو تسجيل النقاط على خصمه من خلال توجيه لمسات مباشرة بسيفه على الأهداف المحددة على جسم لاعب الخصم، ومما لا شك فيه أن تلم التصويبات تكون سريعة جداً ويتعذر في كثير من الأحيان رصدها بالعين المجردة واتخاذ الحكم الصحيح بشأنها إن كانت تُحتَسَب نقطة أم لا، ولذلك تم في عام 1933 ابتكار جهاز إلكتروني مخصص لرصد وتسجيل مثل تلك الحركات والحكم عليها مباشرة حيث بدأ تطبيقها على نزالات سيف الشيش (Foil) ومن ثم تم اعتمادها في النزالات التي يتم فيها استخدام سيف النزال (Epee) عام 1956 وبعدها تم إدراج السيف العربي (Sabre) عام 1988 في هذا النظام الإلكتروني لاحتساب النقاط.^[٣]

ويعمل هذا النظام الإلكتروني على احتساب النقاط فقط عندما يلامس طرف السيف (المقدمة) في كلٍ من (سيف الشيش والسيف العربي) الهدف المحدد على جسد الخصم بحيث تكتمل بذلك التلامس الدارة الكهربائية المربوطة بالجهاز الحاسب ليعطي ضوءاً أحمر أو أخضر بحسب اللاعب الذي تم عليه التصويب (للتمييز)، ويتطلب من المُبارِز الحفاظ خطوته السريعة الخاطفة وعلى توازنه خلال الوقوف على بساط النِّزال سواءً كان في حالة الدفاع أو الهجوم مع ضرورة التزامه بالتواجد ضمن المنطقة المحصورة ضمن خطوط البداية والنهاية وذلك أن الخروج عن ذلك النطاق يُكسِب لاعب الخصم نقطة مجانية، ويتم تسجيل أول 15 نقطة خلال 3 جولات (مدة كل جولة 3 دقائق) يفصل بينها وقت استراحة مدته دقيقة واحدة حيث تتوقف ساعة توقيت النزال عند كل استراحة ويكون الاعبان في وضعية الاستعداد الابتدائية.^[٣]

الحركات الهجومية والدفاعية

يمكن تلخيص التكتيكات الهجومية والدفاعية على حدٍ سواء كما في الشرح التالي:^[٤]

• الدفع: وهو تقنية هجومية أساسية بحيث يقوم اللاعب المبارز بتوجيه سيفه والضرب على نقاط الأهداف للحصول على النقاط.
• الرد العكسي: وهو تكتيك هجومي ينفذه اللاعب كردة فعل عكسية بعد فشل محاولة الطرف المقابل في إكمال هجومه بالشكل الصحيح.
• الحركة الزائفة: وهي عبارة عن هجوم خاطئ لاستحضار رد فعل مناسب.
• الاندفاع: وهو القيام بتنفيذ دفع من خلال تمديد الساق الأمامية نحو الخصم.
• الفوز: وهو تحقيق الضربة المباشرة والمطلوبة على سيف الخصم خصوصاً في النزالات التي يتم فيها استخدام كلاً من (سيف الشيش والسيف العربي) مما تُكسب المهاجو الفرصة لاستعادة التوازن على بِساط النزال، أما في السيف الثالث (سيف النزال Epee) فإن من شأن تلك الضربة على سيف الخصم أن تعطي الفرصة للمهاجم بتشويش تركيز لاعب الخصم.
• الهجوم المُرَكَّب: وهو هجوم يتبع خدع عديدة مما يستدعي من اللاعب الآخر للقيام بالتصدي مما يسمح للمهاجم بتنفيذ الخداع الذي يخطط له.
• باري Parry: وهو أسلوب وتقنية من أساسيات الدفاع في عالم مبارزة السيف من أجل صد ضربات سيف الخصم عندما يتم استهداف المناطق المحددة للتصويب.
• الباري الدائري Circle parry: أسلوب دفاعي حيث يتم فيه تحريك السيف بشكل دائري لتشتيت سلاح الخصم.

أدوات رياضة المبارزة

فيما يلي سنقوم بذكر الأدوات المستخدمة في رياضة المبارزة:^[٥][٦]

• سيف الشيش Foil: بدأ استخدام سيف الشيش خلال القرنين (17 - 18) وكانت له مزايا في ذلك الوقت (خفة الوزن، المقدار العالي من المرونة)، حيث يسهل عامل المرونة على لاعب المبارزة استخدامه بكل أريحية، وكان النصل مصمماً بشكل هندسي (مربع الزوايا) بينما المقبض الخاص به متصلاً بواقية لليد يكون شكلها مثل شكل الجرس.
• سيف المبارزة Epee: يعتبر هذا النوع من سيوف المبارزة هو الأصل في إنشاء فن رياضة المبارزة وتم تطويره خلال فترة القرن التاسع عشر ليتمكن المبارزين من التدرب عليه، ويأتي نصله هذا السيف على هيئة مثلث إلى حدٍ ما مع وجود واقية يد لحامل السيف مثبتة على مقبض السيف تبدو كبيرة مقارنةً مع نظيرتها في سيف الشيش.
• السيف العربي Sabre: يعتبر هذا السيف نموذجاً مطوراً عن السيف المستخدم لدى حراس الملكة إليزابيث والذي كان يمتاز بثقل وزنه حيث كان النصل فيه يتم تصميمه على شكل مماثل للحرف الإنجليزي (v).
• (الدرع/ القناع) الواقي للوجه: يتكون قناع الوجه من طبقة سميكة من مادة القطن أو قد نجدها مصنوعة من مادة الكفلار المقاومة للرصاص (تستخدم في المستوى العالية من المبارزة).
• حذاء المبارزة: نظراً للاعتمادية العالية في رياضة المبارزة على استخدام القدم من حركات سريعة ومتغيرة بنفس الوقت فإن ذلك يتطلب من الرياضي لبس الحذاء المناسب لحماية رجله من الإصابات.
• حبل المبارزة: وهو حبل موصول بين السيف ويمر بجسم المبارز ليتصل بجهاز حساب النقاط التي يحرزها المبارز على الخصم.
• واقية الصدر: وتكون مصنوعة من البلاستيك المقوى والواقي من أجل حماية منطقة الصدر للمبارز.
• حقيبة المبارِز: نظراً للتنقل المتكرر للاعبي المبارزة من بطولة إلى أخرى فقد ظهرت الحاجة إلى وجود حقيبة مناسبة تحفظ المعدات المستخدمة بشكل آمن.
• بنطال المبارزة: وهو جزء من الزي المخصص للاعبي المبارزة والغرض منه هو حماية الجزء السفلي من جسم اللاعب.
• صندوق الصيانة: يحتوي هذا الصندوق على كل ما يلزم من أدوات وقطع غيار قد تلزم اللاعب خلال المنافسة لإجراء المطلوب من الصيانة لإحدى المعدات المستخدمة.
• سترة المبارزة: تعتبر هذه السترة جزءاً أساسياً من الزي الذي يلبسه لاعب المبارزة وتكون الغاية منه حماية الجزء العلوي من جسمه.
• القفاز: للعلم أن لاعب المبارزة يلبس قفازاً واحداً حيث يرتديه باليد التي يستخدمها في حمل السيف والمبارزة بها.