القفز المظلي

تُعتبر رياضة القفز المظلي من الرياضات الهوائية التي يقفز فيها اللاعب من طائرة مروحية أو قمّة مرتفعة هبوطاً إلى سطح الأرض باستخدام مظلة وبمساعدة الجاذبية الأرضية فقط، ويُمكن أن يقفز اللاعب وحده في هذه الرياضة خلال تنافسه مع لاعبين آخرين، أو قفز لاعبين بشكل مزودج بمظلة واحدة، وقد كانت بداية هذه الرياضة عام 1797م على يد الطيار الفرنسي أندريه جاك جارنيرين الذي كانت فكرة القفز حينها باستخدام بالونات الهواء الساخن، ليُكمل بعده الأمريكي ليزلي إل إيرفين عام 1919م ويقوم بأول تجربة للسقوط الحر الذي يقفز فيه اللاعب في وقت يتسارع فيه جسمه تدريجياً، واستخدام المظلة في نهاية القفز عند وصول تسارع الجسم إلى السرعة القصوى، كما انتشرت رياضة القفز المظلي في المسابقات في ثلاثينيات القرن الماضي، ليتمّ اعتمادها كرياضة دولية معترف بها عام 1952م.[١][٢]


أنواع القفز المظلي

تتعدّد أنواع القفز المظلي بالاختلاف فيما بينها بطبيعة التجربة التي يعيشها الشخص عند القفز في كلّ منها، وفيما يأتي شرح تفصيلي لأنواع القفز المختلفة:[٣]

  • القفز المظلي القياسي: ويُعرف باسم آخر وهو "القفز الممتع"، ويكون هذا النوع من القفز كتجربة ترفيهية بحتة لاستمتاع الشخص بتجربة السقوط الحر ومشاهدة المناظر الطبيعية أثناء التحليق، ويُمكن التشارك مع شخص آخر في المظلة أثناء القفز المظلي القياسي، بالإضافة إلى أنّه يحتاج هذا النوع من القفز إلى وجود مدرب محترف إلى جانب الشخص أثناء قفزته الأولى.[٣]
  • القفز المظلي الترادفي: وهو من أكثر أنواع القفز المظلي شيوعاً واختياراً لدى الأشخاص الذين يودّون تجربة القفز المظلي لمرة واحدة في حياتهم، حيث يكون المدرّب جنباً إلى جنب مع الشخص للتأكد من تشغيل كافّة المعدّات اللازمة لنجاح القفز والتأكدّ من قضائه وقتاً ممتعاً أثناء التحليق، بالإضافة إلى أنّه سيتعلّم الشخص مع المدرب أساسيات القفز المظلي، وكيفية الخروج، وتهيئة الجسم للسقوط الحر، وأهمية رفع الساقين أثناء الهبوط.[٤][٥]
  • القفز المظلي التشكيلي: ويكون بقفز مجموعة من الأشخاص المتمرّسين مع توجيه وجوههم وبطونهم نحو الأرض، ومحاولة بناء تشكيلات معينة أثناء تحليقهم في الهواء من خلال تشابك الأيدي أو الأرجل، ويُعدّ هذا النوع من أكثر أنواع القفز المظلي التي نراها عند الحديث عن القفز بشكلٍ عام، كما أنّه أول أنواع القفز التي يتعلمها الشخص بعد حصوله على رخصة القفز المظلي المعتمدة، حيث يكون الشخص أكثر خبرةً في الطيران بشكلٍ آمن مع أشخاص آخرين والتحكم في الجسم أثناء التحليق في الهواء.[٣][٤]
  • القفز المظلي الحر: ويُعرف أيضاً باسم التحليق الحر، ويكون على شكل قفزات بهلوانية تُشكّل مجموعةً من التشكيلات والأنماط المدروسة عند قفز مجموعة من الأشخاص في جميع الاتجاهات وفي محاور متعدّدة، ويُعدّ القفز العمودي من أشكال القفز الحر المتقدمة التي تجمع بين التشكيل بالقفز المظلي والقفز الحر، كما يُعتبر القفز الحر من أصعب أنواع القفز المظلي.[٣][٤]
  • القفز بالبدلة المجنحّة: وهو من أحدث أنواع القفز المظلي، ويكون بارتداء الشخص لبدلة من القماش المصممّة بشكل خاص لتلائم مع القفز في الهواء، ويقفز فيها الشخص بشكلٍ أفقي، ما يعني أنّه يقضي وقتاً أطول أثناء القفز، بالإضافة إلى إمكانيّة قطعه لمسافات كبيرة أفقياً، كما يُمكن من خلالها القفز في أماكن أشدّ خطورة من القفز في الهواء؛ كالقفز بين الشقوق الجبلية، وبين الأقواس الحجرية المختلفة.[٣][٤]
  • القفز باستخدام مظلة خاصة: ويكون بقفز الشخص وفتحه للمظلة حال هبوطه من الطائرة، ما يُعطي أقصى وقت ممكن لتحرير المظلة واستخدامها، وتختلف هذه المظلة عن غيرها من المظلات المستخدمة في الأنواع الأخرى من القفز المظلي، إذ تتمتع المظلة في هذا النوع بقوّتها ومرونتها العاليتين ما يُمكّن الأشخاص من عمل تشكيلات وأنماط أثناء القفز من خلال ربط أقدامهم حول خطوط مظلات بعضهم البعض.[٣][٤]
  • قفز الخط الثابت: ويكون بتوصيل جميع مظلات القافزين على خط ثابت مستمر في مستوى واحد، لإخراج جميع لاعبي القفز من نفس الطائرة بشكلٍ سريع وآمن، ويكثر استخدام هذا النوع من القفز المظلي في القفز العسكري.[٣]
  • القفز التصويري: ويكون باستخدام الكاميرا أثناء القفز، إذ يُحلّق الشخص مع تثبيت الكاميرا على خوذته؛ وذلك لمشاركة تفاصيل القفز مع الآخرين الموجودين على الأرض، ويُستخدم هذا النوع من القفز في النشرات الإعلامية، وللحصول على لقطات القفز للتحسين وتطوير أداء القفز.[٥]


شروط السلامة بالقفز المظلي

تتمثّل شروط السلامة العامة بعدد من العوامل والمبادئ الواجب معرفتها والأخذ بها لتحقيق رياضة القفز المظلي بنجاح ودون حدوث أي مشاكل، ومن أهم شروط السلامة ما يأتي:[٦]

  • مراجعة إجراءات الطوارئ، والتأكدّ من جميع المعدّات، ومعرفة الاتجاهات الأربعة، ومحاولة الاقتراب من الطائرة من الخلف، والاستعداد لحلّ الأعطال المتوقعة مع الاستعداد لتنفيذ إجراءات الطوارئ قبل تنفيذ عملية القفز.[٧]
  • الالتزام بارتداء زيّ مناسب خالٍ من الثقوب والتمزقّات لمنع دخول الهواء، بالإضافة إلى اختيار نوع الزي الذي يتناسب مع نوع القفز المظلي المراد تجربته، حيث تكمن أهمية الزي المناسب في الحفاظ على حرارة الجسم وحمايته من الهواء البارد في ارتفاعات عالية، بالإضافة إلى حماية الجسم من الخدوش والضربات عند الهبوط على الأرض.[٦]
  • الالتزام بارتداء خوذة رأس مناسبة، فهي تُقلّل من صدمات الرأس وحدّتها المحتملة أثناء الهبوط، كما يجب أن تكون مفتوحة الوجه، ومتينة، وقوية بما يكفي لامتصاص الصدمات، مع الانتباه عند اختيارها إلى حجمها ومناسبتها للرأس.[٦]
  • ارتداء نظارات القفز لزيادة الحماية والسلامة العامة، والتأكدّ من قدرة الشخص على التعامل مع المعدّات خلال ارتدائه لها، حيث يُمكنه الاستغناء عنها إذا لم يتمكّن من استخدام معدّاته عند ارتدائها.[٦]
  • ارتداء حذاء متين وبمعايير مناسبة لحماية القدمين من آثار الهبوط على الأرض.[٦]
  • الاستماع إلى تعليمات الطيار قبيل الخروج من الطائرة، والاستعداد للقفز مع التأكدّ من المعدّات، وطريقة المرور، وفتح الباب عند ظهور اللون الأحمر مع تجنّب القفز قطعياً، حيث يُسمح بالخروج من الطائرة بأمان فقط عند ظهور اللون الأخضر.[٧]


معدات القفز المظلي

تتنوّع المعدّات اللازمة لأداء رياضة القفز المظلي، إلّا أنّها مع اختلافها لا يُمكن الاستغناء عن أيّ منها، ومن أهمّ هذه المعدّات ما يأتي:[٨][٩]

  • خوذة الرأس: يوجد نوعين من خوذة الرأس المستخدمة في القفز المظلي، وهما: الخوذة الصلبة، والخوذة الناعمة، ويتمّ الاختيار بينهما بما يتناسب مع اللاعب، حيث تكون الخوذة الصلبة أكثر متانةً من الخوذة الناعمة وأكثر سعراً، وتأتي الخوذة بشكل عام بأشكال وأنواع متعددة فمنها مفتوح الوجه يحتاج إلى نظارات واقية، ومنها مغلق الوجه لا يحتاج إلى نظارات واقية، كما تتمثّل وظيفة الخوذة الرئيسية في حماية الشخص من الصدمات المتوقع التعرض لها أثناء الهبوط على الأرض.
  • المظلة: وهي أهم معدّات القفز المظلي، وتأتي بأشكال وأحجام مختلفة، إلّا أنّها تتضمّن أجزاء موّحدة في جميع الأنواع، فهي تشمل على مظلة رئيسية وأخرى احتياطية، كما أنّها جميعها توجد في حقيبة ظهر تُعرف باسم الحاوية، ويجب على الشخص التأكدّ من المظلة وأجزاءها وكيفية فتحها باحترافية قبل ممارسة القفز.
  • مقياس الارتفاع: ويُستخدم في تحديد ارتفاع الشخص، لمعرفة الوقت المناسب لإطلاق المظلة وتحريرها، ويُمكن ارتداؤه كساعة على اليد لقراءة الأرقام بسهولة.
  • جهاز التنشيط التلقائي: ويُستخدم كبديل لمقياس الارتفاع، حيث يعمل على تحرير المظلة الاحتياطية عند عدم تمكّن الشخص من فتح المظلة الرئيسية أو عند حدوث عطل ما أثناء تحريرها.


المراجع

  1. Robert Wood (1/8/2015), "Parachuting / Skydiving", topendsports, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  2. Michael L.H. Turoff (13/6/2008), "Skydiving", britannica, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ PAUL MCWILLIAMS (7/9/2016), "The different types of skydiving and parachuting", awe365, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "THE MANY DIFFERENT TYPES OF SKYDIVING", chattanoogaskydivingcompany, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "WHAT ARE THE DIFFERENT TYPES OF SKYDIVING?", skydiveorange, 6/1/2020, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Essential Safety Tips for Skydiving You Can’t Afford to Ignore", thrillspire, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Skydiving Safety Rules and Information", skydiveperris, Retrieved 3/7/2021. Edited.
  8. "Skydiving Equipment List : What to Expect", phoenixskydivecenter, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  9. "WHAT EQUIPMENT IS NEEDED FOR SKYDIVING?", skydivefingerlakes, 15/8/2017, Retrieved 18/6/2021. Edited.