ما هي صفات شخصية مدرب كرة القدم؟

شخصية مدرب كرة القدم

يلعب مدربو فرق كرة القدم دوراً جوهرياً بتوجيه فرقِهم نحو تحقيق النجاحات والانتصارات، حيث أن المدرب الماهر يستطيع أن يخرج أفضل ما في لاعبيه على أرض الملعب، إلا أن المهارة وحدها لا تكفي لقيادة الفريق بالشكل الصحيح، فمن المهم جداً أن يمتلك المدرب الشخصية التي تمكنه من أن يلهم اللاعبين ويكسب ثقتهم واحترامهم، وعلى الرغم من عدم وجود قالب واحد لشخصية المدرب المثالية، إلا أن هنالك بعض الصفات الشخصية التي يجب أن تتواجد عند المدرب الناجح حتى يستطيع قيادة فريقه وتوجيههم بالشكل الصحيح.^[١]

صفات يجب أن يمتلكها مدرب كرة القدم

هنالك العديد من الصفات الشخصية التي يشترك فيها مدربي كرة القدم الناجحين، ومن أهمها ما يلي: ^[٢][٣][٤]

• التواصل الفعال: من المهم أن يتمكن المدرب من توصيل أفكاره وتعليماته بوضوح للاعبين، خاصة لأن المدرب يحصل عادةً على وقت محدود للتواصل مع لاعبيه، لذا فإنه من المهم أن يجعل هذا الوقت غنياً بالمعلومات والتوجيهات الواضحة للاعبين، وأن يكون متواجدًا دائمًا لتشجيعهم على القيام بعمل أفضل وإخبارهم ببذل المزيد من الجهود، كما أنه من المهم أن يمتدح المدرب لاعبيه ويثني على مهاراتهم، ويشمل التواصل أيضًا لغة الجسد، فمن المهم أن يعطي انطباعاً إيجابياً للاعبين وأن يتجنب إشعارهم بالسلبية والتوتر.
• الاستماع الجيد: جزء من كون المدرب متواصلاً ممتازًا ينبع من كونه مستمعًا رائعًا، فمن خلال تخصيص الوقت الكافي للاستماع إلى لاعبيه ومحاولته فهم ما يفكرون به حول موقف معين، يمكن للمدرب معرفة أفضل السبل للاستجابة لردات فعلهم.
• الإيجابية: من المهم للمدرب بناء جوٍ إيجابي بين لاعبي فريقه، حيث أن ذلك يخلق المتعة والحماس عند اللاعبين، ويزيد من رغبتهم بالعطاء والتقدم، كما أنها تساهم بشكل مباشر في زيادة استجابة اللاعبين ومدى استعدادهم للقيام بالأوامر والمهام التي يوكلها المدرب لهم.
• التحفيز: يجب أن يمتلك المدرب القدرة على تحفيز لاعبيه ودفعهم للأمام حتى بأصعب الأوقات، حيث أن الفريق لا بد له من أن يمر بلحظات ضعف أو خسارة والتي من الممكن أن تهبط معنويات اللاعبين ودافعيتهم، وهنا يأتي دور المدرب الناجح بأن يحفز لاعبيه ويمدهم بالقوة متى ما احتاجوها.
• القدوة الحسنة: يجب أن يتبنى المدربون مكانة لهم في عيون لاعبيهم حتى يعتبروه كرموز مرجعية وقدوة حسنة، حيث يتعلم اللاعبون بشكل لا إرادي من سلوكيات مدربهم سواء كانت إيجابية أو سلبية، فإذا وجد اللاعبون أن المدرب يتسم بالصرامة والالتزام والصبر وغيرها من الصفات الإيجابية فإنهم سيكتسبون هذه الصفات حتى تصبح جزءاً من شخصياهم.
• الصبر: من الممكن أن يرتكب اللاعبون نفس الأخطاء مرارًا وتكرارًا قبل أن يتعلموا، ولذلك يتطلب من المدرب أن يمتلك قدرًا هائلاً من الصبر والثبات للتعامل مع هذه الأخطاء والمضي قدمًا دون إيذاء اللاعبين أو إحباطهم.
• الاستعداد الدائم: من المهم أن يكون المدرب قادراً على التعامل مع المستجدات والمتغيرات التي قد تطرأ لفريقه وأن يمتلك قدر كافي من الاستعداد والتأهب لمواجهتها، وأن يكون قادراً على اتخاذ القرارات بشكل سريع متى ما أحتاج لذلك.
• الإبداع: من المهم أن يمتلك المدرب الناجح صفة الإبداع، وأن يكون قادراً على الخروج بحلول خلّاقة للمشاكل التي قد تواجهه، حيث أن صفة الإبداع هذه هي ما يمكن المدرب من التمييز عن غيره من المدربين وتحقيق نتائج غير مسبوقة مع لاعبيه.
• الاحترافية في التعامل: يجب أن يرى الجميع كفاءة المدرب والتزامه واحترافيته في في التعامل مع اللاعبين، وجزء من الاحتراف هو الالتزام بالمواعيد، حيث يجب أن يصل المدرب دائمًا مبكرًا قبل اللاعبين للتدريب وفي المباريات، وأن يتجنب إضاعة الوقت والتسويف.
• السعي الدائم للتطوير: من المهم أن يتمكن المدرب من إخراج أفضل ما في لاعبيه على الملعب، وذلك عن طريق اكتشاف نقاط قوتهم وتعزيزها وتطويرها بشكل يضمن زيادة مستوى أداء اللاعبين والفريق ككل.

مسؤوليات مدرب كرة القدم الأساسية

يترتب على مدرب كرة القدم العديد من المهام والمسؤوليات التي يجب عليه القيام بها لضمان أن فريقه يلعب بأعلى مستوى ممكن، ومن أهم هذه المسؤوليات ما يلي:^[٥]

• التمرين: يقوم المدربون بالتخطيط والإشراف على الدورات التدريبية لتطوير اللياقة الجسدية ومهارات كرة القدم للاعبيهم، كما أن على المدرب التركيز على عدة جوانب مثل اللعب الدفاعي أو الهجومي أو حراسة المرمى، وخلال الحصص التدريبية يطلب المدربون من لاعبيهم ممارسة تكتيكات لعب معينة مثل الركلات الحرة أو الركلات الركنية وغيرها، كما يقومون بتطوير أنواع مختلفة من الدورات التدريبية لفترات مختلفة من الموسم الكروي، فمثلاً في فترة ما قبل الموسم يركزون على مساعدة اللاعبين على استعادة لياقتهم البدنية، وخلال الموسم التنافسي يهدفون إلى الحفاظ على لياقة الفريق للمباريات القادمة وتحقيق التوازن بين التدريبات المكثفة وفترات الراحة والتعافي بعد المباريات.
• وضع خطة اللعب: يدرس المدربون نقاط القوة والضعف للفريق المنافس لفريقهم ويفكرون في أفضل طريقة للتعامل مع كل فريق للخروج بأفضل خطة للعب، حيث غالباً ما يشاهد المدربون مقاطع فيديو لمباريات الفريق الخصم ويحاولون اكتشاف نقاط الضعف الموجودة عند الفريق المقاب، وقبل المباراة يقررون التشكيلة التي سيعتمدها الفريق ويشرحون الأدوار التي يجب أن يلعبها كل لاعب في هذا التشكيل.
• اختيار لاعبي الفريق: يختار المدربون اللاعبين الأحد عشر والبدلاء لكل لعبة من مجموعة اللاعبين الذين يضمهم الفريق، ويُبنى هذا القرار بناءً على الخطة التي اختارها المدرب، وعلى مدى أهمية اللعبة ومهارة الفريق الخصم، فقد يقرر المدرب إراحة اللاعبين الرئيسيين من المباراة إذا كان الفريق سيلعب ضد فريق ضعيف نسبيًا، لكنهم يواجهون خصومًا صعبين في المباريات التالية، كما قد يتم تغيير ثلاثة أو أربعة لاعبين في كل لعبة بدلاً من اللعب بفريق ثابت، وذلك لمنح جميع لاعبي الفريق فرصة للعب المبارة.
• متابعة المباراة: المبارة تعد الاختبار الحقيقي لقدرات المدرب ومهارته، فيجب على المدرب تحفيز الفريق للعب قبل المباراة، كما عليه متابعة لعب الفريق أثناء المباراة للتأكد من أن الفريق يتبع خطة اللعب والتكتيكات المتفق عليها، كما يجب على المدرب أن يقرر ما إذا كان سيغير الخطة أو يعدلها في حال أن أداء الفريق ضعيف في المباراة، وإلى جانب ذلك يناقش المدرب الشوط الأول مع الفريق بين الشوطين ويسلط الضوء على أي مشاكل حصلت أثناء اللعب، ويحفزهم على رفع أدائهم في الشوط الثاني، كما يراجع المدرب أداء الفريق مع اللاعبين بعد المبارة ويشير إلى أخطاء ارتكبها اللاعبين لتجنب ارتكابها في المباريات القادمة.
• تطوير الفريق: يجب على المدربين التأكد من أن لديهم فريقًا قويًا بما يكفي للمنافسة بفعالية طوال الموسم، حيث يراقبون أداء كل لاعب خلال الموسم ويقيمونه حتى يقرورا إذا ما كانوا يريدون تجديد عقد اللاعب مع الفريق أم لا، كما أنهم يقومون بضم لاعبين جدد إلى الفريق إذا وجدوا الحاجة لذلك.