رياضة الباركور
عندما تسمع بأسماء مثل (الركض الحر، فن تغيير الموقع بسرعة) فاعلم أنها كلها أسماء تشير لرياضة واحدة وهي رياضة الباركور التي يمارسها أشخاص أصحاب انضباط بدني عالي ويتدربون من أجل التحرك والتنقل (عبر، خلال، تحت) التضاريس المتنوعة مستخدمين أجسادهم (جرياً، قفزاً، التسلق، الحركة الرباعية بالأيدي والأرجل) دون الاستعانة بأي أدوات مساعدة، فلا يسعى رياضيو الباركور من خلال التدريبات إلا لتطوير وتعزيز قدراتهم البدنية في الجري والقفز لكي يحصلوا في النهاية على لياقة بدنية عالية وتوازناً ومرونةً ووعياً مكانياً وكل أشكال التحكم بأطراف الجسم لعمل نسق حركي مثالي.[١]
نشأة رياضة الباركور
قد يستغرب بأن بداية رياضة الباركور لم تكن لغاية التسلية أو ممارسة نمط رياضي بحت وإنما تعود في أصولها إلى كونها واحدة من التدريبات العسكرية للقوات الخاصة الفرنسية وكان أول من اخترعها هو الفرنسي (ديفيد بيل)، وبالنظر للمعجم الفرنسي نرى أن مرادفة (باكور أو كما تُلفظ بالفرنسية) تعطي دلالةً للنشاط البدني السريع في التنقُّل من نقطة إلى أخرى مع تسخير العراقيل الموجودة في الطريق للمساعدة في الانتقال بسرعة، وتتطور قدرات الرياضي في سرعة الحركة مع مرور الزمن مما يجذب انتباه عامة الناس ويجعلها محبوبة أكثر فأكثر.[٢]
ومن منظور تاريخي نجد أن رياضة الباركور قد تأسست في ثمانينيات القرن الماضي بمجهود مجموعة من 9 شبان فرنسيين (ديفيد بيل، يان ناوترا، لورينت بيمونتيسي، سيباستيان فوسان، جلين بوييك، تشارليس بيرير، مالك ديوف، ويليامز بيل)، حيث لم تكن في ذلك الوقت تحمل هذا المُسمى وإنما كان اسمها (فن الانتقال/ التحرك) حتى أراد أحد أولئك المؤسسين (ديفيد بيل) عام 1998 تغيير الاسم إلى (الباركور) ذات الأصول الفرنسية، وتهدف هذه الرياضة إلى تحفيز قدرات الجسم من جميع الجوانب (الجسدية والعقلية) وتخطي أي عراقيل فكرية أو جسمية لجعل العقل والجسد يعملان كوحدة متكاملة في نسقٍ وانتظام مما ينعكس على الشخص بفوائد عديدة من أهمها تعزيز الثقة بالنفس والإصرار على تحقيق الأهداف وتحمل المسؤوليات التي تترتب على قراراته الشخصية علاوةً على تعزيز الانتماء المجتمعي، وتأتي كل تلك الفوائد بالتزامن مع مراعاة كل ضوابط السلامة العامة لممارسي هذه الرياضة.[١]
أشهر حركات الباركور
فيما يلي سنوضح أشهر الحركات التي ينفذها رياضيو لعبة الباركور:
- القفز: لا تخلو أي حركة فيها انتقال من نقطة إلى أخرى من القفز وبالتالي يتعين على رياضيي الباركور التدرُّب جيداً على القفز، المبتدئ في هذه الرياضة يتدرب على القفز بدايةً من الأرض إلى أي نقطة عالية بعض الشيء مثل القفز بكلتا القدمين من فوق الحواجز الأفقية كالطاولات والعوارض وتكرار هذه الحركة مراراً وتكراراً وذلك دون استخدام اليدين.[٣]
- القفز (كامتطاء صهوة الفرس): ما يميز هذا القفز عن سابقه هو استخدام اليدين لأنه فيه ارتفاعاً أعلى من ارتفاع الرياضي مثل القفز من فوق ظهر الحصان بطريقة تفرض على اللاعب الانحناء بظهره للأمام ولجهة معينة من إحدى خاصرتيه، وفي حال تجاوز كلتا قدمي لاعب الباركور هذا الحاجز عندها يمكنه رفع يديه عنه لاستكمال تلك القفزة.[٣]
- الدحرجة: الدحرجة واحدة من أهم الحركات في لعبة الباركور وعلى لاعب الباركور أخذ الحيطة والحذر عند القفز والدحرجة بين الأجسام والعوائق عندما يهبط على الأرض، ومن أهمية التدحرج أنه يزيل ويشتت الارتباك الذهني مع ضرورة القيام به في منحنى قُطري باستخدام الكتف لتلافي لمس الظهر لأسطح العوائق وإصابته.[٤]
- التنقل على الأطراف الأربعة: يساعد استخدام الأطراف الأربعة (الأرجل واليدين) على إكساب اللاعب المعرفة الحسية بالمكان والتكيف مع عوائقه أكثر، وأبرز إيجابيات هذه الحركة أنه يمكن التدرُّب عليها في أي مكان وفي أي ظروف مكانية وبشكل منحني وقريب جداً من سطح الأرض.[٤]
- الجري على الجدران: يجد رياضيو الباركور أن هذه الحركة سهلة التطبيق ولا تتطلب قدرات خارقة والتي تتلخص بالجري نحو الحائط وفي حال الوصول الوثب وتثبيت القدمين عليه ومن الدفع مع تكرار المحاولة بزوايا مختلفة حتى يصبح عند اللاعب الثقة الكافية لتطبيق عدة خطوات على ذلك الجدار.[٤]
- المرجحة: المرجحة على عارضة مرتفعة تتطلب من اللاعب القدرة على حمل وزنه مع تكوين عزم كافي في الذراعين اللتان تحمل الوزن من خلال أرجحة القدمين مع رفع الركبتين للأعلى.[٤]
المراجع
- ^ أ ب "What is Parkour?", parkour, Retrieved 14/6/2021. Edited.
- ↑ "What is Parkour?", wfpf, Retrieved 15/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "parkour-for-beginners-5-moves-you-can-master-quickly", seeker, Retrieved 15/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "10-basic-parkour-moves-you-can-learn-to-help-build-strength-and-confidence", sport360, Retrieved 15/6/2021. Edited.