كابتن الفريق، ليس مجرد لقب، أو ربطة على الذراع، تعرف الآخرين به، أيضا هو ليس فقط القائم على تنبؤ وجه القطعة المعدنية للبدء في اللعب، أفعاله اتجاه فريقه، والمشجعين؛ هي التي تقول لهم بأنه كابتن الفريق، باختصار، هو شخص ولد ليكون قائد، يحمل أثقال الآخرين وهمومهم معه، ويكون معهم على طول المدى، فينظر له أعضاء الفريق باحترام، وثقة عالية، مما يحافظ على تعاونهم ضمن الفريق الواحد، والعمل معًا لنصرته، وبذلك فالقائد يتحلى بمجموعة صفات تؤهله لذلك، وتقع عليه بالمقابل مسؤوليات؛ تحافظ على أداء فريقه.[١]
صفات قائد فريق كرة القدم
إذا امتلك قائد فريق كرة القدم عدة صفات مهمة، تسانده في كونه كابتن فريق؛ فإن ذلك سينعكس بشكل كبير على أداء لاعبي فريقه، وسيحدث فرقًا واضحًا وظاهرًا في لعبهم، وانتصاراتهم، مما يجعلهم راضيين عن أنفسهم وسعيدين بالقائد الملهم المسؤول عنهم، أما عن هذه الصفات، فهي كالآتي:
- القائد يضع فريقه أولًا دائمًا: المعنى هنا بأن الكابتن لا ينصاع وراء مقومات الفرد وما لديه، بل ما لدى الفريق ككل، وبما يمكن أن يفيد توظيف قدرات أعضاءه لإحراز هدف للفريق، وهو الوحدة الواحدة التي يسعى القائد لجعلها في المقدمة، والارتقاء بها. [٢]
- البدء بنفسه ثم بفريقه: تتلخص هذه النقطة بكون القائد هو المثال الذي يحتذى به أعضاء فريقه، فيحفزهم ذلك على المضي قدمًا على نفس الخطى، وتنفيذ توجيهاته وما يراه مناسبًا لهم، فيحترمونه؛ لأن بذلك وَلَد قناعة لديهم مغزاها الثقة به وبأحكامه، لأنه يطبق ذلك على نفسه أولًا.[١]
- امتلاك قدرة على المحاورة والتواصلك على قائد الفريق اتباع قاعدة "Keep It Simple Stupid"، مع أعضاء فريقه، أي بجعل الخطة، الأوامر، وطريقة التنفيذ بسيطة، ويكفي فقط الالتصاق بما هو موضوع كخطة وتنفيذها، لتحقيق الأهداف، وذلك جميعه يتمثل بكون القائد محاور جيد، بسيط الشرح، سلسل الأداء. [٣]
- مستقر ومنضبط عاطفيًا: ربما هذه الصفة من أهم صفات نجاح كابتن الفريق في مهمته، إذ عليه أن يتحكم في عواطفه وانفعالاته، كالغضب مثلًا، الانزعاج من أمر ما، وما إلى ذلك، لتحقيق غايته من كونه قائد، ولكي لا يؤثر على فريقه سلبًا ويزعزع ثقتهم فيه، أو حتى جعلهم يكرهونه، ويخيب ظنهم بما كانوا يتوقعونه منهم. [٣]
- بناء علاقات جيدة مع اللاعبين ومعرفته أسماؤهم: تدور هذه الصفة حول مدى ثقة اللاعبين في قائدهم، الأمر الذي يدعوهم إلى تعميق علاقاتهم به، وهو ما على كابتن الفريق فعله، أي توطيد العلاقات بزراعة الثقة، يكون ذلك بإظهار الاهتمام، والبدء بكونه مضرب المثل لهم في الأفعال،[٢] علاوة على أن لكل لاعب سلوك مختلف عن الآخر، وهذه أيضًا مهمة القائد في معرفة كباع كل لاعب، ما يميزه عن غيره، وكيف يمكن استثماره في الفريق وبناء ثقته وقدرته للفريق،[٣] ومن أهم ما يدعم ذلك؛ هو مناداة الكابتن لكل لاعبه باسمه، وليس مثلًا برقمه أو موقعه في الفريق، هذا الأمر جيد، ورافع للمعنويات.[١]
- عدم المحاولة بشكل مفرط: القائد لا يكون بفرض نفسه على اللاعبين وتوقع أن يبادلوه الاحترام على ذلك، القيادة صفة فطرية يتم صقلها، ولا يمكن إجبار الآخرين على تقبلها عنوةً، لذلك من الأفضل عدم المحاولة بشكل مفرط ليكون الشخص قائد للفريق، وعلى عكس ذلك، الأداء والعلاقات بشكل عام هي الأهم في اختيار القائد وتنصيبه لهذه المهمة.[١]
- الثقة بالنفس والتواضع: لا تكون ذلك بمجرد القول والكلام الموحي بذلك، بل بالأفعال وما تظهره لغة جسد هذا القائد، إذ أن الأمر المؤكد من هذه الثقة، هو أنها ستنتقل لأعضاء الفريق وشعورهم بالراحة اتجاه قائدهم الواثق بنفسه والمتواضع.[١]
- عدم الخجل: ليس على القائد بشكل عام وليس فقط في كرة القدم أن يكون خجولًا، بل على العكس تمامَا، عليه أن يتمتع بالجرأة والثقة العالية والحماس، ليتمكن من التعبير عن ما يريده من أعضاء فريقه، وما هو المطلوب منهم، دون خجل من ذلك أو تردد، مما يعمق للثقة ويرسيها في نفوس اللاعبين.[١]
- الحفاظ على الروح الإيجابية ومعاملة الحكام باحترام: من أجمل الصفات وأكثره بعثًا للراحة بين أعضاء الفريق، هي الحفاظ على الروح المعنوية الإيجابية لدى القائد، الأمر الذي سينعكس على أعضاء فريقه، وهو ما يجب التخلي به اتجاه حكام المباراة أيضًا، والحرص على معاملتهم باحترام، مما سيجعلهم سيستمعون له ولشكواه في حال وقوع خطأ.[١]
مسؤوليات قائد فريق كرة القدم
كابتن الفريق يتحمل المسؤولية الأولى والكبيرة على أداء لاعبي فريقه، وسلوكهم، ومن ذلك هنالك مسؤوليات تقع على عاتقه، لإخراج أفضل ما لدى أعضاء فريقه، وتحسين أدائهم، وتتمثل هذه المسؤوليات بالآتي:[٤]
- تشجيع اللاعبين: على قائد الفريق التوصل لطريقة من شأنها تشجيع الفرد، لتحقيق غاية الفريق، وبالتالي الفوز، ففوز اللاعب من فوز فريقه، وعلى ذلك تكون مهمة الكابتن في خلق بيئة مشجعة تهدف إلى نجاح هذا الفريق وتحقيق الحد الأعلى من قدرات لاعبيه.
- حسن القيادة وتحسين أداء الفرد: يقصد هنا أنه على القائد مسؤولية تنطوي على الاهتمام بالفرد وقدراته، وذلك خلال بيئة اللعب والزملاء فيما بينهم، لخلق جو من الحركة والاندفاع والإيجابية.
- العمل الجماعي: مسؤولية مهمة تتمثل في جعل لاعبي الفريق يحققون المصلحة العامة من كونهم فريق، وهي الفوز، يكون ذلك في تعزيز علاقاتهم، وطريقة تواصلهم وأدائهم في الملعب وخارجه.
- الاعتبارات الأخلاقية: على قائد الفريق توطيد وترسيخ أخلاقيات التعامل بين اللاعبين بعضهم البعض، وخلال لعبهم أيضًا مع اللاعبين الآخرين، ومحاولة تجنب السلوكات اللاأخلاقية، والتصرفات الرعنة خلال المباراة، ويكون ذلك بمراعاة الانتباه لكل فرد في الفريق وتحسين الأداء الفردي والشخصي له بالعمل على ذلك.
أفضل قادة فرق كرة القدم عبر التاريخ
صفات قائد الفريق والمسؤوليات الواقعة عليه، تتمثل في ضرب المثال بها، من خلال أفضل قادة كرة القدم حول العالم عبر التاريخ، ومن ذلك فهم: [٥]
- فرانشيسكو توتي Francesco Totti: قائد فريق منتخب روما، حيث استمر على ذلك لمدة 19 عامًا، إذ تولى هذه المهمة تحديدًا وهو في 22 من عمره، مما جعله أصغر كابتن في تاريخ الدوري الإيطالي.
- كارليس بويول Carles Puyol: فاز كابتن فريق برشلونة لمرتين في دوري أبطال أوروبا وهو قائد، ومن المهم الإشارة بأنه لم يلعب لنادٍ آخر طوال مسيرته الرياضية.
- ستيفن جيرارد Steven Gerrard: وهو كابتن فريق ليفربول لعام 2005، حيث حصل الفريق في ذلك العام على لقب دوري أبطال أوروبا، وكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2006.
- فرانز بيكنباور Franz Beckenbauer: المعروف بالإمبراطور، وهو كابتن فريق بايرن ميونخ الألماني في السبعينيات، وقد حقق الفريق خلال ذلك ثلاث كؤوس أوروبية متتالية، وكأس العالم لألمانيا الغربية أيضا.
- فرانسيسكو باكو خينتو Francisco 'Paco' Gento: قائد فريق ريال مدريد، الذي لعب معهم ما يزيد عن 300 مباراة، نال خلالها الفريق ستة ألقاب في الدوري الإسباني، وخمس كؤوس أوروبية على التوالي.
- باتريك فييرا Patrick Vieira: قائد فريق أرسنال، من ثم فريق يوفينتوس، حيث يذكر بأن فريق آرسنال لم ينل أية ألقاب بعد رحيل باتريك عنه.
- دييجو مارادونا Diego Maradona: قائد فريق الأرجنتين لأربع سنوات، من ثم فريق نابولي.
- بوبي مور Bobby Moore: كابتن فريق إنجلترا الذي فاز معه الفريق بكأس العالم الوحيد، وهو أصغر قائد كرة قدم يفوز بكأس العالم، وقد أطلق عليه بيليه لقب أعظم مدافع يواجهه وذلك وهو في 22 من عمره.
- باولو مالديني Paolo Maldini: قائد فريق إي سي ميلان، حقق معه ثلاث كؤوس أوروبية، وثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا، وهو من أعظم المدافعين، وقد لعب ككابتن فريق إيطاليا لثماني سنوات منذ عام 1994، وحتى عام 2002.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "18 Qualities a Great Captain Must Have for Soccer", mastersoccermind.com, Retrieved 25/7/2021.
- ^ أ ب "7 Qualities of Great Team Captains", competitorspot.com, Retrieved 25/7/2021.
- ^ أ ب ت Dave Clarke, "Six attributes to look for in a team captain", www.soccercoachweekly.net, Retrieved 25/7/2021.
- ↑ Cat North (31/10/2018), "How Coaches Influence Athletes", www.sportsrec.com, Retrieved 25/7/2021.
- ↑ Jamie Spencer (22/1/2018), "10 of the Best Football Captains of All Time", www.90min.com, Retrieved 25/7/2021.