لطالما اشتهر في عالم كرة القدم مجموعة من اللاعبين على مدى سنوات طويلة من تاريخ هذه اللعبة، وكانت إبداعهم الكروي سبب لتواجدهم في تاريخ الكرة إلى اليوم، إلّا أنه ذكرت أسماء كثيرة أيضا من حكام كرة القدم الذين وضعوا بصمة مهمة لا تُنسى من خلال إدارة المباريات بشكل رائع وسليم، لذلك يبقى حكم المباراة جزء لا يتجزأ من هيكل المباريات وسبب في نزاهة المنافسات لأن القرارات النهائية تعود له في إدارة المباراة، ويتميز حكام المباريات بمجموعة من الصفات ويترتب عليهم مسؤوليات لا بد من التطرق لها.[١]
صفات حكم كرة القدم
يمكن إجمال أهم صفات حكام كرة القدم على النحو الآتي:[٢][٣]
- النزاهة والأخلاق: إن من أولى متطلبات التحكيم أن تكون ذو شخصية مستقيمة مباشرة ونظيفة تمامًا لا تقبل التزوير أو الانحياز أو الرشوة بأي شكل من الأشكال، وهذا يحتاج الكثير من الاحترام لقوانين كرة القدم وتطبيق القوانين والأنظمة التحكيمية على جميع اللاعبين والأندية بكامل المساواة والحيادية المطلوبة.[٣]
- التأقلم مع الظروف: لا شك أن قوانين التحكيم صارمة وتسير على جميع اللاعبين على حد سواء دون تفضيل ولكن يجب على الحكم أن يكون أكثر مرونة في التعامل مع الظروف مثل إعطاء الأولوية لهجمة أحد الفرق وتأخير الصافرة لغاية انتهائها أو الاكتفاء بالتنبيه الشفوي بدلًا من البطاقة الصفراء إذا كان الخطأ لا يستوجب ذلك ولا يشكل خطرًا على من في الملعب وغيرها من الأمثلة الأخرى التي تحتاج إلى المرونة لزيادة المتعة والتنافس بين الفريقين.[٣]
- المثالية والكفاءة: لا شك أن تقييم الكفاءة لحكام المباريات يعتمد بالأساس على تحويل الجانب النظري إلى عملي تطبيقي وترجمته بالشكل الصحيح من خلال محاولة تجنب الأخطاء وامتلاك القدرة على اتخاذ القرارات في الوقت والمكان المناسبين، كما يتطلب ذلك تطور الحكم مع الوقت واكتساب الخبرة الحقيقية في تحسين القدرات الذاتية في التعامل مع اللاعبين والتحكم بسير المباريات وكيفية التمركز الصحيح داخل الملعب.[٢]
- أخلاقيات التعامل: يعود القرار النهائي في الملعب للحكم الرئيسي ولكن على الرغم من ذلك يحتاج لكامل الدعم من الحكام المساعدين والكادر التحكيمي، لذلك يتوجب على الحكم رفع معنوياتهم وإبراز أهميتهم بجواره للحصول على تحكيم نظيف ومتميز، بالإضافة إلى قدرة الحكم على مراعاة ظروف اللاعبين في الميدان والتعامل مع تقلباتهم النفسية بهدوء وامتصاص الغضب الناتج عن الندية والحماس المتوقع بالتأكيد وهذا في الحقيقة يزيد من جمالية المباريات ويرفع من مستوى متعتها.[٢]
- الثقة بالنفس: يجب على حكم المباراة أن يكون بأعلى مستويات الثقة في الملعب لأن الكلمة الأولى والأخيرة له ويتحدد على قراراته سير المباراة بالتأكيد، لذلك لا شك أن المسؤولية كبيرة ولكن يكفي الشعور بالاعتزاز بالقدرات الذاتية والخبرة المكتسبة ويكفي أن تكون منصفًا في القرارات والتحكيم وعدم التردد. [٢]
- مهارات التواصل: يستخدم الحكام مجموعة من الإشارات للتواصل مع الحكام لزيادة السرعة في إصدار الحكم داخل الملعب، بالإضافة إلى قدرة الحكم على امتصاص غضب اللاعبين وشرح الخطأ وسبب المخالفة بطريقة مباشرة، وبذلك لا بد أن يكون للحكم أسلوبه المرن والسهل في إيصال المعلومات لمن حوله، وعدم الإكثار من الكلام لتقليل ضياع الوقت في المباراة.[٣][٢]
- المساواة في القرارات: عند الحديث عن العقوبات فإنها آخر ما يرغب به أي لاعب على أرضية الميدان ولكن قد يقلل الحكم من حدة ذلك من خلال المساواة بين الفريقين في إطلاق الصافرة والأحكام وعدم تفضيل أي فريق على الآخر داخل الملعب، وهي في الحقيقة تحتاج إلى الثبات في إصدار القرارات مع تغير أحداث المباراة وعدم الالتفات إلى النتيجة أو العاطفة بل التقيد بالحكم المناسب للخطأ المرتكب فقط وحسب قوانين اللعبة المنصوص عليها.[٣][٢]
- الشجاعة والحسم في القرارات: يحتاج حكم المباراة إلى الشجاعة والحسم في القرارات من خلال تطبيق القانون مهما كان ظرف المباراة، وتظهر أهمية ذلك في المباريات الحاسمة والفاصلة عالميًا، وهنا يجب على الحكم التحلي بالقوة لتنفيذ القرار التحكيمي حسب الأصول فقط وعدم الالتفات إلى أي أمور أخرى.[٣][٢]
- تحمل مسؤولية القرارات: بعض أحكام كرة القدم تكون سبب في تغير مجرى المباراة مثل حالات الطرد وضربات الجزاء، لذلك لا بأس ببعض التروي والهدوء واللجوء إلى حكام الفار للحصول على صورة أوضح للحالة واتخاذ القرار في الوقت والمكان الصحيحين.[٢]
مسؤوليات حكم كرة القدم
يمكن إجمال أهم المسؤوليات على النحو الآتي:[٤]
- تطبيق قوانين كرة القدم: الحكم هو المسؤول المباشر عن تطبيق القوانين في الملعب من خلال المساواة بين اللاعبين والفرق المشاركة في نوع المخالفات ووقت تطبيقها، ويظهر هنا قدرة الحكم على إدارة اللعبة بشكل جيد دون إزالة عنصر المتعة الضروري في المباريات، وخاصة بأن الأخطاء جزء لا يتجزأ من قوام لعبة كرة القدم، لهذا يجب عليه تطبيق القوانين في الوقت والمكان الصحيحين.
- المحافظة على السلامة العامة: ينطوي تحت إطار المسؤولية العامة للحكم جميع أشكال الصحة والسلامة المتعلقة باللاعبين والجمهور وجميع الكوادر المرافقة من خلال تطبيق القوانين اللازمة لضمان ذلك، وهنا تكمن أهمية اختيار الوقت المناسب للتدخل وتقديم الخدمة الصحية على متابعة المباريات، بالإضافة إلى متابعة اللاعب المصاب حتى خروجه من الملعب وعودته إذا استطاع ذلك والتأكد من قدرته على متابعة المباراة، لأن سلامة كل من في الملعب تشكل فارقًا ذو أهمية كبيرة لدى حكام كرة القدم.
- رعاية وقت المباراة: يتطلع حكم المباراة إلى الاستفادة من كامل وقت المباراة بالشكل الصحيح دون إضاعة من أحد الفرق المشاركة، لذلك يقوم بضبط الوقت لتنفيذ الركلات الركنية وضربات الجزاء والتماس وغيرها ضمن حيز الوقت المطلوب، وبذلك يحصل كل فريق على حقه الكامل من وقت المباراة.
- استخدام العقوبات التأديبية: يحتاج الحكم بشكل رئيسي إلى تطبيق القوانين على اللاعبين والكوادر الرياضية المرافقة لمنع التجاوزات غير المقبولة، وهي في الحقيقة إحدى الأدوات الرئيسية التي تمنع التصرفات غير الرياضية أو الاستفزاز بين اللاعبين ومحاولات الإيذاء المتعمد وغير المتعمد، وبذلك يستخدم الحكام البطاقات والإنذار الشفوي وإيقاف اللعب وغيرها في محاولة جادة لضبط المباريات داخل الملاعب.
- تفقد الملعب ومحتوياته: لا شك أن من أولى أولويات الحكم تفقد الملعب بكامل التفاصيل المتعلقة بعدم وجود قطع جارحة على الأرضية ومدى جاهزية أرضية الملعب لحركة الكرة والركض، بالإضافة إلى تفقد أعلام الزوايا وابتعاد أي لائحات أو معدات أخرى عن خط التماس مسافة متر على الأقل وغيرها من الأمور اللازمة لضمان عدم إعاقة اللعب أثناء المباراة.
- متابعة الطقس والظروف الجوية: يقوم الحكم بمتابعة الطقس والظروف المحتملة للجو في المنطقة التي يتواجد فيها الملعب وهو أمر في غاية الأهمية لأن الطقس يعتبر من العوامل المؤثرة على سير المباريات واللاعبين وسلامتهم بالتأكيد، وهنا يحق للحكم الإبقاء على وقت المباراة أو تأجيلها في الحالات التي يكون فيها الجو العام صعبًا على اللاعبين ويشكل خطر على سلامتهم مثل الطقس الراعد والبرق والانجماد وغيرها.
- التعاون مع باقي حكام المباراة: لا شك أن القرار النهائي داخل الملعب يعود للحكم الرئيسي إلّا أنه يحتاج إلى التشاور مع الحكام المساعدين بشكل متكرر لضمان إطلاق الحكم الصحيح وخاصة في القوانين التي تغير مسار المباراة مثل حالات الطرد وركلات الجزاء بالإضافة وغيرها.
- التحرك بشكل نشط في الملعب: يحتاج الحكم إلى بعض المرونة داخل الملعب للابتعاد عن حركة اللاعبين والكرة وعدم الوقوف بشكل يعيق تقدم الفريق، ويتطلب ذلك ذكاء في التمركز والابتعاد عن التلاحم والاصطدام المباشر مع اللاعبين داخل الميدان.
المراجع
- ↑ "What Makes a Great Soccer Referee? A Quick Guide", mastersoccermind, Retrieved 26/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "7 Characteristics of an Effective Referee: Do YOU have what it takes?", soccerrefereeusa, Retrieved 26/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Seven Qualities of a Great Sports Official", phillyref, Retrieved 26/7/2021. Edited.
- ↑ "The Soccer Referee Responsibilities", bluesombrero, Retrieved 26/7/2021. Edited.