منذ نشأة رياضة كرة القدم كانت وما زالت خطط وإستراتيجيات اللعبة تشغل فكر المدربين، لأن الخطط الفعالة التي ينتهجها مدرب معين دون سواه تعد بمثابة العلامة الفارقة له والتي تميزه عن غيره، ومن أبرز خطط لعب كرة القدم؛ (خطة اللعب (2-4-4)، خطة اللعب (3-3-4)، خطة اللعب (1-3-2-4)، خطة اللعب (1-5-4)، خطة اللعب (2-5-3) ولكل خطة لعب نقاط قوة وضعف تجعل المدرب يختار إحداها عن سواها بناءً على عدة عوامل؛ أبرزها مستوى لاعبي الفريق وقدراتهم البدنية.[١]


شرح خطط لعب كرة القدم

كما أسلفنا سابقًا أن خطط (تشكيلات) اللعب في كرة القدم متنوعة ومختلفة فيما بينها تبعًا لعوامل عديدة تقود المدرب لاختيار إحداها دون غيرها، بحيث يكون التشكيل منظمًا، ويتيح للاعبي الفريق معرفة أدوارهم ومسؤولياتهم، وفيما يأتي شرح تفصيلي لأبرز تلك الخطط مع بيان نقاط الضعف والقوة لكلٍ منها:[٢]


خطة اللعب (2-4-4)

تتطلب هذه الخطة لاعبَي خط وسط يقومان بتنفيذ مهام في مقدمة الملعب ونهايته مع وجود لاعبِي أجنحة ذوي حركة وموهبة عالية الجودة يسهمون في خلق فرص التهديف، وفيما يأتي نوضح نقاط قوة وضعف هذه الخطة: [٢]


نقاط القوة في خطة اللعب (2-4-4):

  1. تسهل هذه الخطة على كل لاعب من الفريق الذي ينفذ هذه الخطة إدراك المهام والمسؤوليات التي يتوجب عليه تنفيذها داخل أرضية الملعب؛ نظرًا لبساطتها وخلوها من التعقيدات.
  2. تتسم هذه الخطة بالتوازن، مما يتيح للفريق القيام بالمهام الهجومية والدفاع على حد سواء دون ارتكاب أي مخاطر على الفريق.


نقاط ضعف خطة اللعب (2-4-4):

  1. تفتقر هذه الخطة في خيارات التمرير بين أفراد الفريق.
  2. يقع على عاتق لاعبَي الوسط مهام كبيرة؛ مما يوقعهم في إرباكات عديدة عندما يواجهان فريقًا آخر لديه ثلاثة لاعبين في الوسط.


خطة اللعب (1-3-2-4)

تناسب هذه الخطة الفِرق التي تتطلع للقيام بهجمات غزيرة على المنافس مع الحفاظ على الصلابة الدفاعية في الخلف، إذ يتم توظيف أربعة لاعبين في الدفاع ولاعبين في خط المقدمة للدفاع، بينما بقية اللاعبين الأربعة يتمتعون بحرية الخيارات الهجومية على الخصم وإثبات مقدرتهم في تنفيذ هذه المهمة، وفيما يأتي نستعرض أهم نقاط القوة والضعف لخطة اللعب (1-3-2-4):[٢]


نقاط القوة في خطة اللعب (1-3-2-4):

  1. تشكل هذه الخطة قلقًا دائمًا على الخصم؛ نظرًا للجانب الهجومي الزخم الذي تتيحه للفريق المُنفِّذ.
  2. يتيح خيار تبديل المراكز الهجومية في هذه الخطة خلق المساحات في دفاع الخصم، وبالتالي تعزيز فرص تسجيل الأهداف.
  3. يتمتع الفريق بالصلابة الدفاعية؛ نظرًا للمساندة التي يتلقاها من لاعبي الوسط دون أخذ ذلك الأمر على عاتق لاعبي الهجوم.


نقاط ضعف خطة اللعب (1-3-2-4):

  1. يبقى الفريق مهددًا بأي هجوم مرتد فيما لو لم يلتزم لاعبو الأجنحة بمهامهم الدفاعية والرجوع لمساندة خط الدفاع.
  2. تعتمد هذه الخطة على اللعب بشكل نظامي وموحد، وبالتالي هناك قدر كبير من اعتماد اللاعبين للعمل سويةً في تنفيذ المهام الدفاعية والهجومية على حدٍ سواء.


خطة اللعب (3-3-4)

تتناسب هذه الخطة مع الفِرق التي لديها نزعة هجومية بحيث تنفذ خططها الهجومية منذ انطلاق صافرة البداية وبشكل مستمر على الفريق الخصم، وفيما يأتي نبين ما هي نقاط قوة وضعف خطة اللعب (3-3-4):[٢]


نقاط القوة في خطة اللعب (3-3-4):

  1. تمنح هذه الخطة الفريق أفضلية في السيطرة على وسط الملعب؛ نظرًا لتحديد ثلاثة لاعبين في الوسط، وبالتالي تشكيل ضغط أكبر على المنافس وإجباره على اللعب أكثر على الأجنحة أكثر.
  2. تعطي خطة (3-3-4) نسبة استحواذ أكبر على الكرة مع فارق كبير في خيارات التمرير لطالما كان عناصر الفريق يتحركون بشكل فعال في أرجاء مساحة الملعب.
  3. يكون للفريق الذي يمتلك ثلاثة مهاجمين فرص تهديد على المرمى بشكل مستمر.


نقاط ضعف خطة اللعب (3-3-4):

  1. يمكن أن يتعرض التشكيل (3-3-4) للتبعثر في منظومته في حال عدم انضباط لاعبي الوسط الثلاثة، وبالتالي تسنح الفرصة للفريق المقابل بالمباغتة والتهديد على المرمى، خصوصًا من الأجنحة.
  2. تتطلب هذه الخطة عناصر هجومية ذات لياقة عالية لتقديم الإسناد لخطوط الدفاع في حالات الهجوم المعاكس.


خطة اللعب (2-5-3)

تلائم خطة اللعب (2-5-3) الفِرق التي لديها نزعة هجومية وصلابة دفاعية ومقدرة كبيرة على تحقيق نسبة عالية في الاستحواذ على الكرة مع اعتمادية كبيرة على الأجنحة المتأخرة لتوفير مساحات لعب عرضية، وتاليًا نبين ما هي نقاط القوة والضعف التي تكمن في هذه الخطة: [٢]


نقاط القوة في خطة اللعب (2-5-3):

  1. تمكن (2-5-3) فريقها بفرض استحواذه على الكرة وبخيارات هجومية متعددة.
  2. تجبر هذه الخطة على إبقاء الفريق المنافس في نصف ملعبه من خلال الخمسة لاعبين الموجودين في المنتصف وإفشال محاولاته في شن أي هجمات بالخلف مع ممارسة الضغط الكافي لجعل لاعبي الفريق الآخر يرتكبون الأخطاء.
  3. تسهل على لاعبي الوسط الخمسة من الرجوع السريع لتقديم المساندة الدفاعية والرجوع سريعًا لمواقعهم.


نقاط ضعف خطة اللعب (2-5-3):

  1. تصبح هذه الخطة غير مجدية في حال لم يكن لاعبو الأجنحة الخلفية بالفعالية المطلوبة، مما يضعف منظومتي الهجوم والدفاع على حدٍ سواء.
  2. يتطلب في هذه الخطة أن يتمتع لاعبو الوسط بالرزانة والهدوء من خلال التحكم الأمثل بالكرة، وعكس ذلك سيتسبب في خلخلة الوسط وشتات تمركز لاعبيه.


خطة اللعب (3-4-3)

تعتبر هذه الخطة حديثة العصر والأكثر اعتمادًا من قبل فِرَق كرة القدم في الموسمين الأخيرين وبالذات الفرق التي تمتلك عقلية هجومية ولاعبين ذوي انضباطية تكتيكية عالية مع قدرات عالية على التحمل ومعرفة كيف يتصرفون بامتلاك الكرة وبدونها، وفيما يأتي نبين أبرز ما يميز وما يعيب على هذه الخطة:[٢]


نقاط القوة في خطة اللعب (3-4-3):

  1. تتيح خطة (3-4-3) فرصة السيطرة على الكرة بقدر أكبر مع إجبار الفريق المنافس للتراجع والبقاء ضمن ملعبه.
  2. تمنح هذه الخطة عددًا لا حصر له من الخيارات الهجومية، مما يخلق عندهم حس الإبداع الهجومي بوجود المساندة القادمة من الأجنحة.


نقاط ضعف خطة اللعب (3-4-3):

  1. تعد مجازفةً أن يلعب فريقٌ ما بهذه الخطة أمام فريق آخر ينتهج خطة (1-5-4) أو (3-3-4) لأن في ذلك احتمالية لخروج المدافعين من مواقع تمركزهم وانكشاف دفاعهم لمهاجمي المنافس.
  2. تعد هذه الخطة غير مجدية إن لم يكن لاعبو الفريق المُنفِّذ لها على قدرٍ عالٍ من اللياقة والتحمل وإلا ستكون الخطة عليهم نقطة ضعف.


أشهر إستراتيجيات لعب كرة القدم

أبرز الإستراتيجيات المَتبعة في كرة القدم لها أثر كبير على النسق العام في هذه اللعبة، وبالذات في الشقين الدفاعي والهجومي، فعندما ينوي المدرب انتهاج إستراتيجية معينة تبقى في ذهنه على الدوام فكرتان متلازمتان، وهما دراسة مكامن قوة الفريق المنافس وضعفه، ومعرفة نقاط القوة عند لاعبيه، وفيما يأتي نذكر أبرز تلك الإستراتيجيات المُتبعة في عالم المستديرة:[٣]


التمرير طويل المسافة

تعتبر هذه الإستراتيجية من أبجديات كرة القدم، والتي ترتكز على مبدأ تمرير الكرة من الدفاع إلى الهجوم مباشرة بأيسر الطرق المُتاحة بحيث تتجاوز لاعبي الوسط لتصل للمهاجم الذي يكون ذا بنية جسدية قوية، ويتمتع بالطول الكافي، بحيث يمكنه مقارعة دفاع الخصم والحفاظ على الكرة لاجتياز صفوفهم.[٣]


الاستحواذ

تتيح استراتيجية الاستحواذ للفريق سيطرة أكبر على مجريات اللعب من خلال التمريرات القصيرة وبرتم بطيء، مما يقلل من نسبة استحواذ الفريق الآخر، وهذه الإستراتيجية يلزم تطبيقها من لاعبين مهاريين وذوي قدرة عالية من الإدراك الحسي داخل الملعب.[٣]


الهجمات المرتدة

تعتبر الهجمات المُرتدة من إحدى الإستراتيجيات المُتبعة في كرة القدم، والتي يلزمها مهاجمون ذوي سرعة عالية حالما تم إبطال مفعول هجمة الفريق الخصم وبشكل مباغت قبل استدراك تلك الهجمة من مدافعي الخصم.[٣]


اللعب على الأطراف (الأجنحة)

تعتمد هذه الإستراتيجية على مبدأ اللعب بالاعتماد على اللعب بشكل واسع على أطراف الملعب، ويحتاج تنفيذ هذه الاستراتيجية بشكل ناجح إلى عاملين:[٣]

  1. لاعبو أجنحة سريعين ومهاريون مع مساندة خط الوسط لزيادة كفاءتهم.
  2. ملاحظة المدرب لأي ثغرة دفاعية يمكن استغلالها للهجوم من خلال لاعبي الأجنحة.


تشابك خطوط المراكز

تعتمد هذه الاستراتيجية أيضًا الأجنحة مع السماح للمدافعين بأخذ حريتهم في شن الهجمات متجاوزين خط الوسط والأجنحة، وتظهر فاعلية هذه الإستراتيجية عندما يتم تطبيقها بدءًا من نصف ملعب الخصم، مما يجعلها سلاحًا قويًا لخلق العمق الهجومي مع تأمين الحماية الدفاعية عند خروج المدافعين من مواقعهم.[٣]


غلق المنافذ

تعتبر هذه الإستراتيجية دفاعية يمارس فيها ضغط دفاعي عالي المستوى، خصوصًا عند استحواذ الفريق الخصم على الكرة، مما يلجأ المدافعون لخلق منطقة دفاعية متراصة، مما يترتب على ذلك خلق حالة من الزعزعة عند الفريق المهاجم وتضييق خيارات تمرير الكرات فيما بين لاعبيه.[٣]


مصيدة التسلل

هذه الإستراتيجية تعتبر أيضًا من الاستراتيجيات الدفاعية مع جدوى قليلة على الجانب الهجومي للفريق، وتقتضي بتقدم المدافعين نحو المهاجمين ليكونوا بموازاتهم ووقوع المهاجمين في مصيدة التسلل، تتطلب هذه الإستراتيجية تنظيمًا جيدًا بين لاعبي الدفاع، وإلا فإن عدم التنظيم سيكون بمثابة خلق فرص تهديف لصالح الفريق الخصم.[٣]


المراجع

  1. "Football tactics and formations explained: the most common systems – and how to beat them", fourfourtwo, 15/8/2019, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "5 Soccer Formations Explained (Full Guides with Images)", soccercoachingpro, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Soccer Game Strategies", sportsrec, Retrieved 3/2/2021. Edited.