يتمحور مفهوم التكتيكات (الاستراتيجيات) في عالم كرة القدم حول الآلية التي يتحرك بها اللاعب، وحتى وقوفه على أرضية الملعب لتمتد إلى مسائل تتعلق بسرعة الفريق بأكمله، وأسلوب لعبه وحركته، بما معناه أنها تعالج المسائل المتعلقة بالفرد والجماعة على حدٍ سواء، ويقع على المدرب مسؤولية أن ينقل المفاهيم والأفكار الفنية التي تتضمنها تلك التكتيكات إلى اللاعبين لتكون مفهومة وسهلة التطبيق على أرض الملعب، وتعتبر التكتيكات طريقة رائعة لخلق تكاتف جماعي وتعزيز التواصل في جميع مواقع الملعب.[١]


أشهر تكتيكات كرة القدم

لعل أبرز ما يميز لعبة كرة القدم أنه يمكن أن تُلعب بخطط مختلفة وعديدة، وهنا يكمن دور المدرب في اختيار الطريقة (التكتيك) التي تناسب الفريق لكي يلعب وِفقها، وتتعدد التكتيكات المتبعة في عالم كرة القدم، والتي تختلف عن بعضها البعض اختلافات جوهرية في بعض الأحيان، وفيما يلي توضيح لأبرز تلك التكتيكات وأفضل الفِرق التي انتهجتها:[٢]


الخطة الكلاسيكية (4-4-2)

  • على الرغم من أن هذه التشكيلة تُعتبر من أقدم تشكيلات كرة القدم، إلا أنها ما زالت مُتبعة؛ لأنها تعتمد على مبدأ الشراكة واللعب الجماعي بين لاعبي الفريق الواحد من جميع المراكز؛ ولذلك نرى أن كلاً من نادي (ليستر الإنجليزي) ونادي (أتلتيكو مدريد الإسباني) ينتهجان هذه التشكيلة التي تتطلب لاعبي وسط مهاريين سريعين يقدمون تمريرات عرضية حاسمة مع وجود مهاجك طويل القامة يجيد الألعاب الهوائية. [٢]
  • وما يعيب على هذا التشكيل هو مقدار الجهد العالي المطلوب بذله من لاعبي خط الوسط، وبالتالي تقع على عاتق المدرب مسؤولية اختيار لاعبي وسط ذي كفاءة ونشاط عاليين لا يشعرون بالتعب من كثرة خَلق الهجمات والارتداد المتكرر نحو الدفاع، وقد بان الأثر الإيجابي لهذه الخطة على نادي مانشستر يونايتد عندما فاز بالثلاثية الشهيرة بنهاية التسعينيات لامتلاكهم كل المقومات المطلوبة لهذه التشكيلة من لاعبين مميزين في جميع المراكز. [٢]


تشكيلة التيكي تاكا

  • ظهرت هذه التشكيلة بشكل واسع طوال العقد المنصرم من كرة القدم الأوروبية، والتي تم اعتمادها بشكل كبير من قِبَل نادي برشلونة الإسباني وعادت عليه بالنفع الكبير وحقق ألقاب الدوري وكأس أوروبا والعديد من البطولات الدولية، تعتمد التيكي تاكا على التمريرات القصيرة والحركة السلسة بين اللاعبين والإكثار من لاعبي الوسط المهاريين الذين يمتلكون القدرة على امتلاك الكرة لفترة طويلة مع توظيف مهاجمين أذكياء قادرين على خلق المساحات وسحب الخصم من تمركزه في مواقعه، وتعتمد هذه التشكيلة أيضاً على حرمان الخصم من امتلاك الكرة والحصول على نسبة استحواذ تتراوح بين (60-70) بالمئة من وقت المباراة. [٢]
  • لقد شهدت التيكي تاكا في السنوات الأخيرة تراجعاً نسبياً في نجاعتها نظراً للنجاح الذي حققته الفِرق الخصوم في التصدي لها من خلال الضغط العالي التي تفرضه والهجمات المرتدة وبالتالي تقليل نسبة الاستحواذ، ومع ذلك إلا أن التيكي تاكا تعتبر ثورةَ في عالم كرة القدم، وجعلها أكثر إمتاعاً من الناحية الجمالية. [٢]


خطة الهجمات المعاكسة/المُضادة

  • يُنظر إلى هذه الخطة على أنها بديلٌ لـ (تيكي تاكا) في الآونة الأخيرة حيث تنتهج أسلوب سحب الخصم إلى الثلث الدفاعي الخاص بالفريق (الذي يطبق هذه الخطة) ومن ثم شن الهجوم المعاكس بعد خطف الكرة وبشكل سريع جداً، وبشكل أساسي فإن هذا التكتيك يسمح للخصم بالحصول على الكرة والتقدم بها للأمام لكي يتركوا المساحات وخلق الفجوات في مناطقه الدفاعية بالخلف بحيث يتم استغلالها حالما تم استخلاص الكرة منه وشن الهجوم المضاد والسريع. [٢]
  • لكن في المقابل، فإن هذا التكتيك محفوف بالمخاطر؛ لأنه عبارة عن تشجيع للخصم في شن الهجمات على المرمى، لذلك إن لم يكن الفريق متمكناً من تطبيق هذا التكتيك بشكل مثالي، فإن النتائج ستكون عكسية تماماً، ولعل أفضل الأمثلة على الفِرَق التي طبقت هذا التكتيك، ونالت الفوائد هو نادي ليستر سيتي الذي حقق بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز موسم (15/16) بالإضافة لنادي ريال مدريد عندما حقق بطولة دوري أبطال أوروبا موسم (2014) لأنه كان يمتلك فترتها لاعبين من الطراز العالي والإمكانيات التي تؤهلهم لتطبيق هذا التكتيك بالشكل الصحيح مثل (جاريث بيل وكريستيانو رونالدو ولوكا مودريتش وتشابي ألونسو). [٢]


الخطة الدفاعية

تعتمد هذه الخطة بشكل أساسي على هدف واحد وهو عدم استقبال أي هدف والتسبب بالإحباط للخصم وعدم السماح لهم بتسجيل أي هدف، ولا يهم إذا انتهت المباراة بنتيجة التعادل السلبية، وتعتبر تشكيلة (4-5-1) هو الأكثر رواجاً للفِرَق التي تطبق هذا التكتيك حيث نرى نلاحظ مدى الكثافة الدفاعية من خلال توفير صفين دفاعيين (4-5) مع توفير لاعب واحد فقط في خط الهجوم، وتحتاج هذه الخطة إلى فريق عالي الانضباط ولاعبين مستعدين للقتالية العالية على الكرة لإغلاق أي خيارات هجومية للخصم، ولكن بشكلٍ عام فإن الخطة يتم اللجوء إليها في بعض المباريات، وليس لخوض جميع مباريات الموسم. [٢]


تكتيك الكُرات العميقة

يتمحور هذا التكتيك حول مبدأ إرسال الكرة للأمام من مواقع عميقة في الهواء ونحو المهاجم الذي يحولها من كرة هوائية إلى كرة زاحفة على الأرض ويبدأ بشن الهجوم، ويلزم هذا التكتيك توفر مهاجم ذو بُنية قوية قادر على حماية الكرة والاستحواذ عليها قدر الإمكان مع إجادة للألعاب الهوائية مع توفُّر لاعبَي خط وسط يمكنهم الانضمام لمنطقة الهجوم وعدم ترك المهاجم معزولاً في الأمام وتقديم الإسناد اللازم له. [٢]


تكتيك الضغط العالي

في جميع الخطط التي تم مناقشتها سابقاً، فإنها كانت تعتمد على اللعب على الكرة نفسها، إلا أن تكتيك (الضغط العالي) بالعكس، والذي ينص على أنه كلما اقتنصت الكرة في الألعاب الهوائية كلما أصبح المرمى أقرب علاوة على ممارسة الضغط على الخصم حيثما كان موقع الكرة في الملعب، يُشار هنا أن هذا التكتيك يعمل بشكل جيد ضد الفرق التي ترغب في الاستحواذ العالي على الكرة، ومن أبرز المدربين الذين نجحوا بتطبيق هذا التكتيك هو الألماني (يورجن كلوب) عندما وصل بنادي (بوروسيا دورتموند) إلى نهائي دوري أبطال أوروبا (2012). [٢]


المراجع

  1. "Tactics", soccercoachweekly, Retrieved 21/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Football tactics explained: 6 of the most common", pitchero, Retrieved 21/3/2021. Edited.